احكى يا دنيا زاد - رايات الشوق 1

“ لكن الإنسان يتغير يا بنتي، من مَنَّا بقي على حاله؟ نحن ننضج بأشد الطرق قسوة، نحن ننضج بالصفعات! ”

“ إذا كان لكل منا نصف يُتمِّمه.. فلماذا نقع كثيرًا مع أنصاف تأكل أرواحنا ولا تُكمِّلها ”

“ أهذا ما يحدث لأرواحنا حين ننكسِر؟ تتشوَّه دواخلنا ويتساقط عنها الطلاء؟ لكن مَن يُبالي باعوجاج الروح إن كان الجسد ظاهره سليم؟ لن ينتبه الناس إلا لخراب يُمكن للعين المُجردة أن ترصده، كما هو الحال مع سيارتها. ”

“ الدكتورة «ثريا» امرأة قوية الشكيمة، جامدة المشاعر مثل إنسان آلي، لا تتأثر بضعفها البشري ولا بحاجاتها التي تصرخ بها على عتبها في استجداء: ”

“ هناك غمامة على عيني يا خالة، لا أرى شيئًا مما حولي بشكل صحيح، لم أكن هكذا في السابق، لكن.... قاطعتها الخالة بحِكمة العارف: - لكن الإنسان يتغير يا بنتي، من مَنَّا بقي على حاله؟ نحن ننضج بأشد الطرق قسوة، نحن ننضج بالصفعات! ”

“ القطار الذي يسير في اتجاه خاطئ، ما زال بإمكانه أن يتوقف، ويرجع للوراء ليُصحح مساره، لم ينتهِ الطريق بعد ”

“ القطار الذي يسير في اتجاه خاطئ، ما زال بإمكانه أن يتوقف، ويرجع للوراء ليُصحح مساره، لم ينتهِ الطريق بعد ”

“ يقولون إن الحب مثل الحرب كل شيء فيه مُباح يحتاج إلى عُدة وخطة وسلاح! إن الحب معركة والفوز بالقلب مَنقَبَة وإن ساحة الحرب هي المسافة الفاصلة بين رجل وامرأة! كلما ازدادتْ قُربًا تأجج سعيرهما وتعالَى أنينهما وفي نهاية كل معركة يتناثر ماء القلب المهزوم بين يدي الفارس المنصور الذي يبلُغ غايته وينجح في نصب رايته! هذا في رأيي ليس حُبًّا، بل هَلاكًا! ساديَّة وشهوة امتلاك! الحب ليس حربًا فيها فائز ومهزوم الحب فوزان.. أو هزيمتان! سعادتان.. أو تعاستان! الحب هو الرحم الوحيد الذي يلد قلبين في الشعورِ مُتطابقين! دون فِتنة.. أو قيد.. أو إغراء وما دُون ذلك هو الهُراء! --- ”

“ يظن المرء أنه سيحذو حذو الشجعان، ويتخلَّق بأخلاق الفرسان إذا ما حدث هذا أو ذاك، لكن عندما يُعاين الخطر عن قُربٍ يطيش العقل، وتتشتتْ مزاعِم الفؤاد! ”

“ النجمة ”

“ لم تغرس فيها دكتورة «ثريا» معنى السجود، لم تُخبرها كيف تتساقط الهموم أرضًا لحظة أن تميل الرأس لتُصافح اتجاه القِبلة، لم تُخبرها أن الأرض تشتاق! وأنها ترتوي من الدمع أكثر مما تُشبعها بحار وأنهار ومحيطات. لم تخبرها أن دعاء المُضطر، ورجاء الملهوف، ودمعة المُنفطِرة قلوبهم هم طعام الأرض وشرابها، وأن زفرات المهمومين، والصمت المخنوق بالأمنيات هو نشيد تطرب له الأرض وتهنأ. وأن للجبين جلالة ترسمها مواضع السجود فوقه كالسُبُحات، وأن القلب في موضعه المائل يتعبَّد لله بالنبضاتِ. وحدها مُعلمتها «آمال» من علَّمتها ذلك، تذكَّرتْ حديثها عن الأرض التي تفتح لنا ذراعيها لتضم رأسنا فوق صدرها لنرتاح ”

“ كان يا ما كان، في زمنٍ من الأزمانِ، نبتَ للأحلام لسان، وباحتْ بسرِّها الدفين، لنجمة من النجماتِ.. أنبأتها كيف يخجل الناس مما تهفو إليه قلوبهم من لذَّات وما يشتهون عيشه من حيوات، وأساطير وحكايات فأشفقتْ النجمة على بني الإنسان، وقررتْ مع أخواتها النجمات، أن يَكُنَّ مستودع أسرار؛ لِما يعجز الناس عن المُجاهَرة به مِن أخبار كل نجمة تخفي في ثناياها حكاية وقصة ورواية لا تبوح بها إلا لسيدة الحكاية وأميرة الغواية الحكَّاءة دُنيازاد. ”

“ هل يمكن لكثافة المشاعر أن تؤثر في حواس الرؤية والشم؟ ”

“ أبصرَتْ فتاةً بائسةً تتخبط مثل عصفور هدَّه المرض.. وبكت. ”

“ - الله يخرب بيت من سمح لكُنَّ بالقيادة ”