ملائك نصيبين

“ حدَث معه، والطفل يروي، وعلامات الاستغراب تُراود العيون، لكن علامات الذُعر كانت مطبوعة على ”

“ تعال أنا أُعلِّمكَ أول درس، أنت مخلوق مهين من عائلة القردة! في أول الزمان كنتَ أنت قردا!، تهيم على وجهك مثل بقية حيوانات الأرض! لكن صدفت صدفة. سيئةٌ جدًا تلك الصدفة، صدف أن أصدرت الطبيعة فيك طفرة؛ جعلَت لك عقلًا واعيًا. تعال وشاهِد القرد الذي صار له عقل ماذا فعل في العالم؟ سفكَ الدم وأهلك كل شيء جميل!، وتعالَى على كل شيء، وظنَّ أنه كل شيء. المتعجرف اعتقَد أن الكون بملايين مجرَّاته وملايين مخلوقاته قد خُلِق تهيئةً له أن يحضِر ويُشرِّف الأرض! ”

“ ما الذي جاءَ بكَ ها هنا؟ تُريد حكايةً تُغني بها جوعك؟ أم جئتَ دافعًا لمللٍ تعشَّش في روحك؟ إني أنا الذي جائعٌ لك. أنا الملول الذي يتخذكَ للتسليَة. تخيَّل لذةَ أن تلهُو بضفدع يظُن أن الكون كله قد خُلق لأجله! هكذا الإنسان يظُن!، هكذا أنت. ”

“ غباؤك قد يُصوِّر لك تصاوير، نسمعكَ تُردِّدها كل حين، أن بلايين الجن موكولون بإضلالِكَ من أجل أن نُدخِل سيادتكَ النار وندخُل وراءك... تبالغ أنتَ في تخيُّل أهميَّتك!، وتبالغ في تحقير ذكائنا. ”

“ غباؤك قد يُصوِّر لك تصاوير، نسمعكَ تُردِّدها كل حين، أن بلايين الجن موكولون بإضلالِكَ من أجل أن نُدخِل سيادتكَ النار وندخُل وراءك... تبالغ أنتَ في تخيُّل أهميَّتك!، وتبالغ في تحقير ذكائنا. ”

“ غباؤك قد يُصوِّر لك تصاوير، نسمعكَ تُردِّدها كل حين، أن بلايين الجن موكولون بإضلالِكَ من أجل أن نُدخِل سيادتكَ ”

“ وأنا أعرفكَ جيدًا.. إذا دخلتَ جنةً أينما كانت، فإنك بكل لُؤمِك وطبيعتكَ الحيوانية ستُفسِدها وتُخرِجنا منها!، كما أخرجتَنا من التي قبلها ”

“ ظلَّ جسد الملك يهوي وهو شاخِص ببصره إلى من أسقطوه!، وبدت عيونهم من مكانه كأنها تلمع مُنتصرةً ومُتشفِّية، ثم أغمض عينيه وهوَى... ومضت على باله ذكريات سراعًا قبل أن يموت؛ ذكريات زوجته الجميلة «فارعة» وابنه المشاغب «أسعد» الذي كان يأمل أن يخلفه من بعده ويصير تبعًا عظيمًا.. لكن بعد هذه السقطَة لن يكون ابنه تبعًا، بل إن مصيره سيكون الموت؛ فإن «كرب إيل وتر» لن يترُك أحدًا من سُلالة الملك يُنازعه ملكَه بعد حينٍ من الزمن.. انفطرَ فؤاده لما أتاه هذا الخاطر، واستسلم لصدمة جسده في صخرة في سفح الجبل، ودماءه التي سالَت على الحجر راسمةً خطًّا دمويًا يُنذِر ”

“ أعلم يا «أسعد» أن هناك أقوامًا يرونَنا ولا نراهم، ويسمعوننا ولا نسمعهم، يسكنون سفوح الجبال والوديان... إسراعهم في الأرض أسرع من لمح البصر، لهم زوجات وأبناء وقبائل، لا يُخالطوننا ولا نُخالِطهم... إلا أنهم إذا أرادوا منا أمرًا تمثَّلُوا في هيئة تُشبه هيئتنا فنراهم ونُحدِّثهم، فإذا انتهى غرضهم منا ذابوا في طيَّات الهواء كأن لم يكونوا، نُسمِّيهم الجن لأنهم جنوا وخفوا عن أبصارنا، وإن منهم صالحين ومنهم شياطين يكرهونك ويكرهون اليوم الذي مشيتَ فيه على هذه الأرض ”

“ أي عِز؟ إنهم لا يقدرون إلا على التجسُّس!، إن كان فيهم عزة ما احتاجوا أن يتجسسوا على الناس، إن كان فيهم عِزَّة ما عملوا من وراء الستار كالجبناء واستخفُّوا عقول البشر. ”

“ جاءك العلمُ فإما تصير به رفيعًا سامي الرتبة!، أو تبقى ملومًا محقورًا كما هي حالك. ”

“ إلى أبي الحبيب .. الذي علمني كل شيء. حملتني طفلًا وأدبتني .. أرشدتني غلامًا وحضنتني.. صاحبتني شابًا و علمتني .. آزرتني رجلًا و دعمتني .. و أغثتني .. ونجدتني .. ونصرتني .. وأويتني .. فالشكر لك .. و الحب لك .. والعمر لك .. والخلود لك.. ”

“ حاد، لكن المرء يشعُر بالأمان وهو يجاوره بطول قامته وبهائه وقوة عينيه. ”

“ إن كان شخص مسؤول عن قوة نفسيتي في كل حزن مررت به أو كرب .. فهذا الشخص هو أنت .. ولا أحد غيرك. ”

“ هو ست عند ال فرعون هو لوسيفر امير النور الكل يعلم انه موجود و لكن لم يقابله احد ”