كوني صحابية

” وهكذا أنتِ عندما يأتيك الزوج الصالح، كوني له زوجة صالحة، كوني مثلها . كوني صحابيّة “

” فاخرجي حبيبتي من بساتين الدنيا مهما كانت فاتنةً وتصدَّقي بشيءٍ تحبينَه، وقدِّميه بينَ يَدَي اللهِ بنفسٍ راضيةٍ، وتقدَّمي لبساتينِ الآخرةِ “

” طيبٌ وروائح زكية تفوح في يوم الفرح والسرور، ووليمة يجتمع عليها الناس؛ ليشاركوا العروسين أفراحهما، هذا هو جو العرس الإسلامي. وتمَّ الزفاف في بيت غابت عنه الثريات الثمينة، ولم تُفرَش أرضه بالسجاد الفاخر، ولم تُزَيَّن جدرانه بلوحات مزيَّفة، حتى أركانه لم تُحنَّط فيها التحف العتيقة، بسرير ووسادة من أدم حشوها ليف، وإناء للشرب من الجلد وقربة، هذا هو بيتهما، وما أطهره من بيت شريف! “

” لم تقم لزفافها الليالي الملاح، ولم يقم الحفل في فندق مشهور، ولم ترتدِ فستانًا أبيضَ مرصّعًا بالجواهر، ولم تقارن نفسها بفلانةٍ أوبعلّانة، ولم يُجهَّز البيت من الإبرة إلى الصّاروخ! فالأمر أبسط وأشرف من هذا؛ فهي ليست سلعة، والزواج ليس صفقة، وهي ملكة تُطلَب لتتوج في بيت زوجها. “

” لعلّه يرجو لها زوجًا يراه الأنسب؛ إنه (عليّ)، الّذي كان يراقب من بعيد وقد تسارعت أنفاسه تارة، وحبسها تارة، واختنقت تارة، حتى ثار قلبه واعتصم بين أضلاعه، وهتف مطالبًا لسانه الطيّب المُطيّب أن ينطق، ويطلبها زوجة شريفة عفيفة، فتقرّ عينه وتقرّ عينها “

” فهي من شدّة برّها به ورضاه عنها وحبّه لها لُقبت بـ (أم أبيها “

” قصّة حب بين قلبين من أطهر القلوب، فهو نشأ معها في نفس البيت، وتربطه بأبيها صلة قرابة، رآها فتمنّاها زوجة، لكنّه أبدًا لم يجرحها ببصره، فغضّه عنها، ولم يؤذها بهمسةٍ أو لمزة، وكأنّ قلبها يخفق بين أضلعه، وفؤاده شدّ الرّحال تجاه موطن قلبها، وبقيتْ حلمًا وظل لسانه أسيرًا للحياء، لا يملك أن يبوح بهواه “

” هناك المفسدون، لابد أن نمحوهم تمامًا ونزيلهم من طريقنا. فكل صديق سوء لا بد أن نرحل عنه قبل أن يفسد ما نحاول أن نصلحه، وكل ذنب أذنبناه لا بد أن نتطهر منه؛ حتى لا يهدم النفس المطمئنة التي نسعى إليها، ولنضع نقطة. وهناك الحاقدون، فلنضعهم بين قوسين، نتجاهلهم ونبتعد عنهم، ونعاملهم كجملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب، ولا نتأمل فيهم ونراقبهم حتى لا ننشغل بهم عن ما هو أهم. وهناك الرائعون، الذين أضافوا إلينا لمسة ساحرة في كل لحظة تواصلنا فيها معهم، فلنبحث عنهم ونخط تحتهم خطًا أحمرَ. وهناك الأصفياء الأنقياء الطاهرون، من أحبونا بصدق في الله ولله “

” وتمضي الأيّام، فتأكل من عمرنا ما تأكله، ولا يتبقّى لنا إلّا تاريخ يحفظه كلٌّ منَّا؛ ليحسب كم مضى من العمر، ويتساءل بفضولٍ عمّا تبقى. “

” جففْ دموعك، ولا تحزن عليهم؛ فهم سبقونا وهمُ الفائزون، فافرك عينيك، وأزلِ الغشاوةَ حتى تتّضح لك الرؤية، وتأمّل أين أنت وابحث عن التذكرة، وراقبِ القطار؛ فهو بلا موعد، وليست له محطة واسعة تملؤها رائحة القهوة، وإن استطعت أن تركض بعمل صالح خلفه، فلتركض، وإن أتاك الابتلاء بتذكرة، فتمسّك بها واصعد ولا تحزن. “

” «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَونَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوه، إِلّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَة فِي الأَرضِ وَفَسَاد كَبِير» “

” حزنت الحبيبة، واعتصر فؤادها المهاجر ألمًا، وارتفع محلِّقًا في السماء يبتهل ويتوسّل إلى الله، فارتجّت السماء، واهتزّت أجنحة الملائكة، واقترب الأمين (جبريل) حاملًا آياتٍ أنزلها الله -عزَّ وجلَّ- رحمة بقلبها. قال تعالى:  {فإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}.(سورة الممتحنة). “

” السعادة موجودة، وسوقها كبير، وهي بالمجان، لكننا ضللنا الطريق. “

” الضّوءُ الخافت “

” للحب الحلال رحيقٌ حلوٌ، وله زهورٌ عطرُها ثمينٌ عَتَّقَتْه أشواقُ المحبين، لا تنسكب زجاجاتُه أبدًا إلا على كفوف أصحابها “