سارة مصطفى إبراهيم

5 out of 5 stars

هناك كتب نطوي آخر صفحاتها، ولا تطوى داخلنا.. تصيبنا الدهشة، ويعترينا الذهول، وتدور داخلنا رحى التساؤل، ويعترك الشعور. الكتاب حالٌ يعاش؛ ينكء قروحًا، ويضمد جروحا.. يُبصِّرك بموضع العِلّة، ويفند لك مواطن الخلل، ويربت على كتفك بودٍ أن لا بأس، لست وحدك. (مسودة أولية لاستعادة الأنفس الضائعة.) تذكرت فيلم Soul وتلك الروح الضائعة التي لا تعرف هويتها، فبقيت عالقة بين العدم والوجود إلى أن هداها هادٍ قبل أن تُغيِّبها الظلمة فتبتلعها. (إلى ملتمس النور في الليلة المظلمة، هذه نار أضاءت فاحتمل منها قبسًا، وخذ بأحسنها.) هو بمثابة رفيق؛ يؤنسك في الليالي الموحشة، فينير لك موطء القدم، وتسكُن بين دفَّتيه تلك الرعدة، ويطمئن ذاك الخائف داخلك. يبدأ الكتاب بتعريفات أوليه وأسس لما سيتم تداوله في الكتاب؛ تمثل مرجعًا للقاريء إن أشكل عليه أمر، أو سقطت منه مسألة. وبعدها ينقسم الكتاب لثلاثة أجزاء؛ التكوين، والسقوط، والعودة. يمسك بيدك مصطحبا إياك في رحلة إلى عالمك الداخلي. بداية من مرحلة تكوينك أنت.. أنت أيها الكائن المدهش كيف بدأت رحلتك في الحياة؟ كيف تكونت أجزاؤك وتراكبت؟ ما الذي مررت به؟ ما الذي احتضنته منك؟ ما الذي تبنيته عنك، وما الذي ألقيته في الظلمة ليعمل داخلك في الخفاء؟ كيف تشكلت علاقتك بالله؟ ما مفهومك عن الروحانية؟ ثم ينتقل معك إلى مرحلة السقوط؛ سقوط الأنا وسقوط الروح؛ تلك الحالة التي تختبرها عندما تقابل شياطينك داخلك، وتفتح عينيك على عالمك الخفي المرعب الذي أمضيت حياتك هربًا من النظر إليه.. في ذاك الموضع كما يكمن الخوف والألم، عبر إنارته واحتضانه تجد الطمأنينة والشفاء.. وهنا ينتقل معك إلى مرحلة العودة، فيزودك بزاد الرحلة، ويكون عونًا لك على الطريق من خلال خطوات عملية يمكن تنفيذها لتستعيد كنزك المفقود؛ ذاتك! يعرض الكاتب المحتوى في لغة سلسة لا تخلو من جمال، مضمّنًا إياه بعضًا من الأساطير التي برمزيتها وتصويرها تجعل القاريء فردًا من أفراد المشهد؛ يرى رأي العين ويسمع ملء الأذن، فيعيش التجربة بكل أجزائه. وأنت على حافة السقوط ستذكر اللحن الذي سمعته بين دفتي الكتاب، والمشهد الذي كنت جزءًا منه، فترتد خطوة للوراء متنبهًا لما كنت ستقترفه للتو! وربما تتذكر اللحن وتتضح لك الرؤية بعد السقوط والفيقة، فتضع قدمك على بداية الطريق ملتقطًا طرف الخيط. الكتاب وجبة دسمة، ورحلة ثرية؛ ماتعة ومؤلمة في آن. مراجعتي لـ كتاب #على_بصيرة هناك كتب نطوي آخر صفحاتها، ولا تطوى داخلنا.. تصيبنا الدهشة، ويعترينا الذهول، وتدور داخلنا رحى التساؤل، ويعترك الشعور. الكتاب حالٌ يعاش؛ ينكء قروحًا، ويضمد جروحا.. يُبصِّرك بموضع العِلّة، ويفند لك مواطن الخلل، ويربت على كتفك بودٍ أن لا بأس، لست وحدك. (مسودة أولية لاستعادة الأنفس الضائعة.) تذكرت فيلم Soul وتلك الروح الضائعة التي لا تعرف هويتها، فبقيت عالقة بين العدم والوجود إلى أن هداها هادٍ قبل أن تُغيِّبها الظلمة فتبتلعها. (إلى ملتمس النور في الليلة المظلمة، هذه نار أضاءت فاحتمل منها قبسًا، وخذ بأحسنها.) هو بمثابة رفيق؛ يؤنسك في الليالي الموحشة، فينير لك موطء القدم، وتسكُن بين دفَّتيه تلك الرعدة، ويطمئن ذاك الخائف داخلك. يبدأ الكتاب بتعريفات أوليه وأسس لما سيتم تداوله في الكتاب؛ تمثل مرجعًا للقاريء إن أشكل عليه أمر، أو سقطت منه مسألة. وبعدها ينقسم الكتاب لثلاثة أجزاء؛ التكوين، والسقوط، والعودة. يمسك بيدك مصطحبا إياك في رحلة إلى عالمك الداخلي. بداية من مرحلة تكوينك أنت.. أنت أيها الكائن المدهش كيف بدأت رحلتك في الحياة؟ كيف تكونت أجزاؤك وتراكبت؟ ما الذي مررت به؟ ما الذي احتضنته منك؟ ما الذي تبنيته عنك، وما الذي ألقيته في الظلمة ليعمل داخلك في الخفاء؟ كيف تشكلت علاقتك بالله؟ ما مفهومك عن الروحانية؟ ثم ينتقل معك إلى مرحلة السقوط؛ سقوط الأنا وسقوط الروح؛ تلك الحالة التي تختبرها عندما تقابل شياطينك داخلك، وتفتح عينيك على عالمك الخفي المرعب الذي أمضيت حياتك هربًا من النظر إليه.. في ذاك الموضع كما يكمن الخوف والألم، عبر إنارته واحتضانه تجد الطمأنينة والشفاء.. وهنا ينتقل معك إلى مرحلة العودة، فيزودك بزاد الرحلة، ويكون عونًا لك على الطريق من خلال خطوات عملية يمكن تنفيذها لتستعيد كنزك المفقود؛ ذاتك! يعرض الكاتب المحتوى في لغة سلسة لا تخلو من جمال، مضمّنًا إياه بعضًا من الأساطير التي برمزيتها وتصويرها تجعل القاريء فردًا من أفراد المشهد؛ يرى رأي العين ويسمع ملء الأذن، فيعيش التجربة بكل أجزائه. وأنت على حافة السقوط ستذكر اللحن الذي سمعته بين دفتي الكتاب، والمشهد الذي كنت جزءًا منه، فترتد خطوة للوراء متنبهًا لما كنت ستقترفه للتو! وربما تتذكر اللحن وتتضح لك الرؤية بعد السقوط والفيقة، فتضع قدمك على بداية الطريق ملتقطًا طرف الخيط. الكتاب وجبة دسمة، ورحلة ثرية؛ ماتعة ومؤلمة في آن.