المشرد والفتى صاحب المظلة

(0)
(1)
تقييم الكتاب
5.0/5
1
نبذة عن الكتاب

المشرد والفتى صاحب المظلة بقلم محمد رجب محمد احمد طلبه ... وما الدنيا إلَّا سحابةٌ كثيفةٌ لها بأسها، تفوت فوق ذلك «المُشرَّد» ذُعْرًا وخوفًا، لأنه يخشي أن تُمطرَ فوق جسده العاري مطرًا غزيرًا ولا يجد له مبيتًا ولا مأوى، وقتها يعيشُ محزونًا متخوِّفًا من كل شيء، ثم تفوتُ نفسُ السَّحابةِ رغدًا وسلامًا فوق ذلك «الفتي» الذي يحمل في يده مِظلَّة ولا يخاف من تلك السحابة أن تُمطرَ فوقه مطرًا غزيرًا ما دامتْ المِظلَّة في يده، بل إنه يلعب ويعبث ويمرح تحت أمطارها وكأنها له النعيم ذاته.ولا ندري هل نعيشُ مثل ذاك «المُشرَّد» الذي يخشي السّحابةَ ويخاف المطرَ ويكونُ مهمومًا حزينًا خائفًا من كل شيء، أم نعيشُ مثلَ ذاكَ «الفتي صاحب المِظَلَّة» الذي يرتع تحتَ تلك السّحابةِ والمطر ويسعدُ بالحياةِ كل يوم؟ أم ربما نحنُ كلاهما

نبذة عن الكاتب

محمد رجب محمد احمد طلبه محمد رجب محمد احمد طلبه

كاتب روائي، قاصّ، شاعِر»
مواليد محافظة كفر الشيخ، في عام 1998
نُشرتْ له مجموعةٌ قصصيَّة في العام 2023 بعنوان «المشرد والفتى صاحب المظلة» عن دار الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع.
وصلتُ للقائمة الطويلة لجائزة [I READ AWARDS] للقصة القصيرة.
وصلتُ للقائمة القصيرة لجائزة علاء الجابر للإبداع المسرحي، فرع مسرح الطِفل

اقتباسات كتاب : المشرد والفتى صاحب المظلة

محمد رجب

ذات يومٍ مات صديقي، رأيتُ في جنازته ثلاثةً فقط من الناس، حملوا نعشه ثم دفنوه ولم يقف عند قبره أحد من الناس، لكني وقفت أنا لبضعِ ساعات، لم أبكِ علي موته، لكني بكيت علي حياته، إنه قضَى عمره مثلما قضيتُ عمري تمامًا، دون صاحب أو رفيق أو ونيس، أحببتُ الوحدة ولم أكُن أدري أنها شبحٌ ضخم يسرقني من الناس ببطء، فيكون الأصحاب والأقارب غرباء تمامًا، ليس خطأهم، بل كانت خطيئتي أنا، ثم لا تجد واحدًا يقف علي قبرك، إنِّي .. إنِّي لا أتذكّر الناسَ ربما بسبب ضعف الذاكرة، لكنهم لا يتذكّرونني لأنهم اعتقدوني من الغرباء، أو ربما أنا الذي أحببتُ أن أكون من الغرباء دائمًا.

محمد رجب

ذات يومٍ مات صديقي، رأيتُ في جنازته ثلاثةً فقط من الناس، حملوا نعشه ثم دفنوه ولم يقف عند قبره أحد من الناس، لكني وقفت أنا لبضعِ ساعات، لم أبكِ علي موته، لكني بكيت علي حياته، إنه قضَى عمره مثلما قضيتُ عمري تمامًا، دون صاحب أو رفيق أو ونيس، أحببتُ الوحدة ولم أكُن أدري أنها شبحٌ ضخم يسرقني من الناس ببطء، فيكون الأصحاب والأقارب غرباء تمامًا، ليس خطأهم، بل كانت خطيئتي أنا، ثم لا تجد واحدًا يقف علي قبرك، إنِّي .. إنِّي لا أتذكّر الناسَ ربما بسبب ضعف الذاكرة، لكنهم لا يتذكّرونني لأنهم اعتقدوني من الغرباء، أو ربما أنا الذي أحببتُ أن أكون من الغرباء دائمًا.