السحاب الأحمر

(13)
(1)
تقييم الكتاب
3.0/5
3
نبذة عن الكتاب

السحاب الأحمر بقلم مصطفى صادق الرافعي ... يصل كتاب «السحاب الأحمر» بين جزئين هما؛ «أوراق الورد» و«رسائل الأحزان» ليكون واسطة العقد وذروة حكاية الرافعي مع قلبه الذي تمنى ثم أحب ثم ابتلي بالجفاء. ويبين الرافعي في هذا الجزء من حكايته مقدار التضاد بين حالة المحبين أثناء الوصل وبعد القطيعة، مؤكدًا ألا خصومة أشد وأعنف من خصومة متحابين تباغضا. ويصور الرافعي في هذا الكتاب أثر البغضاء الناشبة على ما نبت وشب في وقت الوصل، فتأتي الكراهية حارقة لكل أمل رعاه الحب، وتسود مرارة الألم لتطغى على حلاوة الذكرى فكأنها لم تكن. كما يشير الرافعي إلى تولد الجفاء من التهمة، والظن، والخداع في الحب، ثم ينتقل للحديث عن فلسفة البغض وطيش القلب ولؤم المرأة. وقد رسم الرافعي من خلال بلواه حالة القلب الإنساني الذي يقع أسير الحب من غير أمل، لا في وصلٍ ولا في شفاء، فلا يملك إلا أن يصيح بكل ما فيه من ألم النفس منذرًا بكراهية ضعيفة لن تكتمل أبدًا ناحية المحبوبة.

نبذة عن الكاتب

مصطفى صادق الرافعي مصطفى صادق الرافعي

أديب مصري (1880-1937م) حاز مكانة رفيعة رغم توقفه في سلك التعليم النظامي على الشهادة الابتدائية.. بدأ حياته الأدبية بنظم الشعر فأنتج ديواني: الرافعي في ثلاثة أجزاء والنظرات، لكنه تحول إلى كتابة النثر لما صرح به من اعتراض على الشكل المتعارف عليه للشعر العربي في تقيده بالقوافي والوزن..
أنتج العديد من المؤلفات التي تراوحت بين النثر الشعري والمقال الذي برع في كتابته وكان المتسع الأكبر ﻵرائه وأفكاره كما في مؤلفة الأشهر وحي القلم..

أعمال أخرى للكاتب

اقتباسات كتاب : السحاب الأحمر

Rasha RoH

السماء. ومن الحب نِقْمَةٌ مُسَلَّطة؛ فإذا كنت مع الشياطين كانت كلُّ أفكارك صورًا حيوانية، فأنت كهذا المُتَجَهِّم الطيَّاش(11) الذي لو نظر في كل مرائي الدنيا ما رأى في جميعها غَير وجه القرد؛ لأنه القرد!

Rasha RoH

الحب رحمةٌ مُهداةٌ؛ فإذا كنتَ مع الله كانت كل أفكارك صورًا روحانية؛ فأنت كالمَلَك: هو في الأرض ما هو في السماء

محمد لشيب

ألا إن كل باب يُفْتََح ويُغلق بمفتاح واحدٍ هو يُغلقه وهو يفتحه، إلا بابَ القلب الإنساني؛ فقد جعل الله له مفتاحين: أحدهما يُغلقه، ثم لا يغلقه سواه، وهو مفتاح اللذات؛ والآخر يفتحه، ثم لا يفتحه غيره، وهو الألم!

Aya Nour

في قلب الرجل ألف باب، يدخل منها كل يوم ألف شيء؛ ولكن حين تدخل المرأة من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلها!

Aya Nour

وليس بحب إلَّا ما عرفته ارتقاء نفسيًّا، تعلو فيه الروح بين سماوَين من البشرية فتلوح منهما كالمصباح بين مرآتين: يكون واحدًا وترى منه العينُ ثلاثة مصابيح؛ فكأن الحب هو تعدُّد الروح في نفسها، وفي محبوبها.

Aya Nour

فكأن الحب هو تعدُّد الروح في نفسها، وفي محبوبها.

رحمة فارس

لغة الأحلام التي تعبِّرُ عن الحقائق على نحو ما وقعتْ يومًا لا على نحو ما تقع كل يوم

asma ghe

تأتي النعمةُ فتُدني الأقدارُ منك فرعَ الثمر الحلو، وأنت لا ترى جذره ولا تملكه، ثم تتحول فإذا يدك على فرع الثمر المر، وأنت كذلك لا ترى ولا تملك؛ ألا فاعلم أن الإيمان هو الثقه بأن الفرعين كليهما يَصلانك بالله: فالحلو فرع عبادته بالحمد والشكر، وهو الأحلى عندك حين تذوقه بالحس. والمر فرع عبادته بالصبر والرضا، وهو الأحلى حين تذوقه بالروح!! القلبُ الإنساني ميدانٌ تقتل فيه القوى الأرضية والسماوية، فلا بد في النصر والخذلان جميعاً من الدم يذهب كله أو بعضه؛ والجراح تبرأ ولا تبرأ، والآلام تُنسى أو لا تُنسى. لا بُدّ؛ لا بُدّ؛ لا بُدّ

asma ghe

فهذا رجل يموت في سبيل حقيقة تقتله بغموضها السماوي العجيب! وعلى أنها قد دقت المسامير في أطرافه وجمعت لموته آلام الحياة كلها، وأنبتت في كبده من وخزات الجوع شجرة من الشوك، وأطلقت في عروقه من لذعات العطش لهيبًا من النار، وتركته على عوده ممدودًا تتساقط نفسه كما يُنشر الثوب الذي بلي وانسحق فهو يتمزق من كل نواحيه على هذا البلاء كله، لم تتغير الحقيقة في رأي الرجل ولا فسد موضعها في نفسه ، ولا يرى ما يكرهه الناس من الألم مكروهًا في ذاته فيميل عنه، ولا ما يحبونه من اللذة محبوبًا فيميل إليه، ولا تسحب قلبه حركة واحدة في السخط على الحكمة الإلهية فانتقصها برأي أو اغتمز فيها بكلمة؛ بل نظر نظرة الحكيم من وراء الحد الإنساني المنتهي فيه إلى ما يبدأ عنده الحد الإلهي الذي لا ينتهي، ورجع آخره إلى أوله فكأنما يقول بلسان حكمته فيما نزل به: اللهم إنك بدأتني طفلًا غِرًّا جعله فقدان العقل لا يملك مع أحد إلا صياحه فخذني إليك طفلًا عاقلًا جعله العقل لا يملك مع أحد ،ولا صياحه.

asma ghe

في قلب الرجل ألف باب، يدخل منها كل يوم ألف شيء، ولكن حين تدخل المراة من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلها!!

asma ghe

كم من امرأة جميلة تراها أصفى من السماء، ثم تثور يوماً، فلا تدل ثورتُها على شيء إلا كما يدل المستنقع على أن الوحلَ في قاعه، فأَغضِبِ المرأة تعرفها!!

asma ghe

تجاورت شجرة من الحَسَك، وشجرة من الورد، فزهت الوردة زَهواً عاطراً بطبيعة العطر الذي في مادتها. فقالت الحَسَكة: ويحك! ما هذا الزَّهو الذي أفسدتِ به محلك من نفسي؟ قالت الوردة في كلام هو عطرٌ آخر: لا تتعبي نفسك في تحقيري، فلست أفهم لغة الشوك إلا إذا كان يُنبت الورد!!

asma ghe

قيل لحيةِ سامة: أكان يسُرُّك لو خُلقت امرأة؟ قالت: فأنا امرأةٌ غير أن سمي في الناب، وسمها في لسانها!!

asma ghe

في الحب يتعلم القلب كيف يتألم بالمعاني التي يُجَرِّدها من أشخاصها المحبوبة، وكانت كامنةً فيهم، وبالفراق يتعلم القلب كيف يتوجع بالمعاني التي يجردها هو من نفسه، وكانت كامنة فيه. فترى العمرَ يتسلّلُ يومًا فيومًا، ولا نَشعر به، ولكن متى فارقنا من نحبّهم نبّه القلب فينا بغتةً معنى الزمن الراحل، فكان من الفراق على نفوسنا انفجارٌ كتطاير عدة سنينَ من الحياة. وترى العمرَ يمتلئ شيئًا فشيئًا، ولا نُحس الزيادة كيف تزيد: فإذا فارقَنا من نحبهم نبّه القلب فينا معني الفراغ؛ فكان من الفراق على أكبادنا ظمأ كظمأ السقاءِ الذي فرغ ماؤه فجفَّ، وكان الفراق جفافه.

asma ghe

نْ لم تأخذ القلب هبةً ممن تُحب، فما أنت من حبها في (خُذ)، ولكن في (هات) وأخواتها …