السيد بيجماليون

السيد بيجماليون بقلم Khathento Grau ... يقدم لنا جراو في هذه المسرحية موضوعًا مطروقًا مأخوذًا من أسطورة بجماليون الإغريقية المعروفة، وقد تناوله عدة كتاب داخل إسبانيا وخارجها، أمثال ميجيل دى اوناموتو، وبرنارد شو، ولویجی ببرندیلو، والأخوين كايك Kapek، وكاتبنا الكبير توفيق الحكيم، ألا وهو تمرد المخلوق على الخالق، فها هي الدمى التي قام بتصنيعها بجماليون، وأعطاها شكلًا وحجمًا لا يختلف كثيرًا من شكل الإنسان وحجمه، تثور ضده وتعصى أوامره، وتدبر المؤامرات والدسائس ضده، وفي نهاية الأمر ترديه قتيلا. تريد هذه الدمى أن تعيش الحياة بالنحو الذي خلقت عليه، دون سيطرة أو طغيان، دون قهر ولا خوف؛ لأنها بلغت درجة من كمال الإبداع الفنى تجعلها أكثر حقيقة، وإن كانت من صنع خیال بجماليون. يقوم بجماليون الأسطورة الإغريقية بتمثال جالاتيا الذي نحته ويتوسل إلى فينوس أن تهبه الحياة، أما بجماليون جراو فيقع في حب بومبونينا، الدمية التي صنعها، لكنه لا يطلب إلى أحد أن يحييها؛ لأنها بالفعل حية ونشيطة، وتصبح الشخصية حقيقية عندما لا تكون معه. يحاول جاهداً أن تعيش مستسلمة له ومطيعة لأوامره، لكنه يخفق في تحقيق ذلك، لأنها تمكنت من الهرب منه، بل لم ينته الأمر عند هذا الحد، حيث إن بقية الدمي هربت منه، وثارت ضده وضد إرادته، وأردوه قتيلاً في نهاية المسرحية.