بلاط مزركش
بلاط مزركش بقلم مي خالد ... "أراد أبي أن يوفر لي قدرًا هائلًا من الأمان، فلم يتركني وحيدةً أبدًا في الدار. حملني معه أينما حل هو وأمي مثل حقيبة يد. كنت أحسد صديقاتي اللاتي يتركهن آباؤهن لساعات، ولا يضطررن لزيارات العجائز وحضور الجنازات. الصورة الذهنية المكونة عني: جريئة، مقدامة، مغامرة، رحالة تقضي أوقاتًا كثيرة خارج الدار. لا يعرف الغرباء كم أرتعد من البقاء في الظلام، أو فتح باب شقة خاوية، أو الاستسلام للنوم على فراش بمفردي.يسألونني متعجبين: تأمنين غرفات الفنادق وتخشين بيتك؟ مم تخافين؟! أقول: من الحرامي، والعفاريت، والأصوات، والخطوات، والموت، وأشد ما يخيفني هو أن أواجه مزيدًا من الخوف، فقد كان أبي يرغب في أن يوفر لي رصيدًا هائلًا من الأمان.. لذا لم يتركني وحيدةً أبدًا في الدار. "