جمهورية فاطمة
جمهورية فاطمة بقلم محمود أبو فروة الرجبي ... تركتُ السَّكِّينَ، وَأنا ألعنُ نَفْسي فِي داخلي. دارَ رأسي. لفَّتِ الدُّنيا حولي. العُمرُ يَضيعُ، وَأنا ابحثُ عَن أيِّ شَيء يُنهي حَيَاتِي، مَاذَا يَحْصلُ؟ كلُّ شَيء فِي الدُّنيا يتآمرُ ضدي فَحَتْى السَّكاكينُ والمسدَساتُ، والسُّمومُ تَفرُّ هارِبةً مِنِّي، والأماكنُ الـمُرْتَفِعَةُ استَوَت إلى الأرضِ، وَراحَ الموْتُ يَسْتَهْزِئ بي. مَاذَا أفْعَلُ؟ لَمْ اقتنعْ بِهذا الكَلامِ، وَمَع ذلِكَ لَمْ أناقش. لَمْ أستطعْ فتحَ فمي لأقُولَ لا. هَذَا الأمرُ يَقْتُلني. حُلْمُ حَيَاتِي أنْ أقولَ لكل من يؤذيني: أنا أكرهُكَ، لا أريدُكَ، لا أحِبُّكَ، لَكِنَّنِي دائمًا ألوذُ بِصَمتي، فأجمعُ غُيومَ ألمي، ثمَّ أتركُها تُمْطِرُ عَلَى قَلبي حِجارَةَ الألمِ والقَهْرِ، والاسْتِسلامِ. - البنت عورة وعار، لِذلِكَ أخفي دائِمًا عارك، واستري عَلى عورتك. أكره كلامك يا أمي. وَحِينَما كُنَّا نعترض عَلى تدلليها الزائد لأخينا العصبي دَائمًا ناصر الَّذِي لَمْ يترك فَتَاة فِي الحي إلا ولاحقها، وتغزل فِيهَا كَانَتْ تَقول: - فضيحةُ الوَلَد مسرة، وفضيحة البنت مجرة. هَلْ الحب قرار أم هُوَ طوفان يغرقك، ويرفعك للسماء؟ أوْ هُوَ مثل السيل الجارف لا تمتلكين أمامه سوى الاستسلام؟