المراقبة والمعاقبة " ولادة السجن "

(0)
(0)
Rating
0.0/5 0
Description

المراقبة والمعاقبة " ولادة السجن " بقلم Michel Foko ... أن تكون العقوبات بصـورة عـامـة والـسـجـن مـن مستلزمات تكنولوجيا الجسد السياسية، هـذا مـا علمني إيـاه ربما الحاضر، أكثر مما علمني إيـاه التاريخ. فخلال هذه السنوات حدثت حركات عصيان في السجون في كل مكان تقريباً في العالم. وتميزت أغراضه، وشعاراته، ومســاره بـشيء مـن المفارقة بالتأكيد. لقـد كـان هـذا العصيان تمرداً ضد كل بؤس جسدي كامـل عمـره أكثـر مـن قـرن: عصيان ضد البرد، ضد الاختناق والتكديس، ضـد الجدران الباليـة، ضـد الجوع، وضد الضرب. ولكنه كان تمردات أيضـا ضد السجون النموذجية، وضد المهدئات، وضـد العزلة، وضد الخدمة الطبية أو التربوية. تمردات لم تكن أغراضها إلا ماديـة؟ تمردات متناقصـة ضد السقوط، وأيضـا ضد الرفاهية، ضـد الحـراس ولكـن أيضـا ضـد الأطباء النفسيين؟ الواقع أن كل هـذه التحركات كان موضوعهـا الأجسـاد والأشياء المادية، كـما كـانـت موضوعـا مثـاراً في هـذه الخطابـات التـي لا عـد لهـا والتي أنتجهـا السـجـن منـذ مطلع القرن التاسـع عـشـر. فمـا أثـار هـذه الخطابات وهـذه التمردات، وهـذه الذكريات وهـذه الشتائم، هو بالضبط هذه الصغائر وهذه الماديات التافهة. قد لا يرى فيها البعض إلا مطالـب عمياء، أو أن يُشتم منهـا استراتيجيات أجنبية. ولكنها كانت حقــا ثـورة، على مستوى الأجساد ضـد جـسـد السجن بالذات.

Copyrighted material, Not available for download
Write a review
Notify me when available for reading

Author

Michel Foko Michel Foko

ولد ميشيل فوكو في 15 أكتوبر من عام 1926، وتوفي في 25 يونيو 1984. فيلسوف فرنسي كان يحتل كرسياً في الكوليج دو فرانس، أطلق عليه اسم "تاريخ نظام الفكر". وقد كان لكتاباته أثر بالغ على المجال الثقافي، وتجاوز أثره ذلك حتى دخل ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية ومجالات مختلفة للبحث العلمي.
عرف فوكو بدراساته الناقدة والدقيقة لمجموعة من المؤسسات الاجتماعية، منها على وجه الخصوص: المصحات النفسية، المشافي، السجون، وكذلك أعماله فيما يخص تاريخ الجنسانية. وقد لقيت دراساته وأعماله في مجال السلطة والعلاقة بينها وبين المعرفة، إضافة إلى أفكاره عن "الخطاب" وعلاقته بتاريخ الفكر الغربي، لقي كل ذلك صدى واسعاً في ساحات الفكر والنقاش.
توصف أعمال فوكو من قبل المعلقين والنقاد بأنها تنتمي إلى "ما بعد الحداثة" أو "ما بعد البنيوية"، على أنه في الستينيات من القرن الماضي كان اسمه غالباً ما يرتبط بالحركة البنيوية. وبالرغم من سعادته بهذا الوصف إلا أنه أكد فيما بعد بُعده عن البنيوية أو الاتجاه البنيوي في التفكير. إضافة إلى أنه رفض في مقابلة مع جيرار راول تصنيفه بين "ما بعد البنيويين" و"ما بعد الحداثيين".

Other books by the author

Similar books

Customer Reviews

0.0/5

0.0 out of 5 stars

based on 0 reviews

Ratings and reviews about

5 starts

0 %

4 starts

0 %

3 starts

0 %

2 starts

0 %

1 starts

0 %

Share your thoughts

Share your rating and thoughts with us

Login to add to your review

Recent Reviews

No reviews yet. Be the first and write your review now

Write a quote

Recent Quotes

No quotes yet. Be the first and write your quote now

Readers

No readers yet