الدرك الأسفل من الجنة
الدرك الأسفل من الجنة بقلم رسلي المالكي ... ترتكز رواية «الدَّرَكُ الأسْفَلُ مِنَ الجَنَّةِ» على عنصري الزمني واللازمني، المكاني واللامكاني "Nul Part" أي: المكان الذي لا مكان له). إذ يُبدع لنا "رسلي المالكي" عالماً متخيَّلاً، يتحول معه النص الروائي إلى خطاب ثنائي الأبعاد: خطاب الرواية (القصة) من جهة وخطاب (الميطا رواية) أو اللغة الواصفة من جهة أخرى، وهو ما يكشف عن وعي الروائي المواكب لأسئلة الحياة والكتابة الروائية نفسها.رواية «الدَّرَكُ الأسْفَلُ مِنَ الجَنَّةِ» تحكي قصة "راموس" بائع الماء الناجي الوحيد من صيحة موت الذكور التي حلت بجزيرة هفينا أثناء وقوع عاصفة مميتة في صباح يوم الجمعة الحادي والعشرون من ديسمبر من العام 305 لبدء الحياة على هذه الجزيرة مع بقاء ذكر واحد من كل صنف من الحيوانات.. ضمن هذه المتوالية من المكان والزمان والحدث والموقف الغريب تُركز الرواية على أشد جوانب ديمومة الحياة من صميم لحظة المأساة (الموت) فبعد ساعات على دفن الموتى من الأزواج والأبناء الذكور بدأ تفكير النسوة بإيجاد الحلّ لاستمرار النوع (الذكر) عن طريق الرجل الأوحد على ظهر الجزيرة ولهذا الغرض بدأت كل واحدة منهن بالتقرب إليه في محاولة لكسبه.. حتى أنه أصبح ملكاً على الجزيرة يسكن قصر برادوزا الكبير بعد أن كان يسكن كوخاً وكان عليه أن ينتج ذكورا ولكن لم يولد له أي ذكر من الجيل الأول.. ولدت جميع النساء إناثاً.. وما هي إلا سنوات حتى بدأت جنة هفينا بالزوال على أثر بركان هائل وعند تلك اللحظة فقط خرج من رحم "إيفا" حبيبة "راموس" طفلها الذكر لتُعلن النسوة ولادة أول ذكر على وجه هفينا ولكن بعد فناء "راموس"، الطفل الذي لم تنو الآلهة خلقه إلا بعد رحيل خلقها الأول وفنائه. أبوه. ذلك الذي اختار مصيره بنفسه.. راموس الذي كان ملكاً.. وأصبح رماداً.