مكاكي دي أفريكا
مكاكي دي أفريكا بقلم مختار سعد شحاته ... اهتزَّ الهاتف على خشب المكتب أمام الدكتورة فريدة، فانتبهتْ. رفعتْ رأسها عن الملف أمامها، مدَّتْ يدها نحو الهاتف، عدّلتْ وضع نظارتها الطبية فوق أرنبة أنفها، قطبتْ حاجبيها، ضمّتْ شفتيها بامتعاض، ثُمَّ لمست شاشة الهاتف لإلغاء الاتصال؛ لم تكن في مزاجٍ يسمح لها باستقبال اتصالات هؤلاء الذين يبيعون كل شيء على الهاتف، وبلمسة من سبابة كفها اليمنى رفضت المكالمة الواردة. تذكَّرتْ أنها كانت تودُّ تغيير شركة الاتصالات، لكنها لا تعرف لماذا لم تقمْ بذلك حتى الآن؟ عادتْ إلى الملف أمامها، وقلبتْ صفحة بين يديها، وتابعتْ القراءة في صمت، بينما كفّها اليسرى تمسكُ قلمًا رصاصًا تضربُ فكّها السفلي بصوت متوتر.