سجن وحديقة
سجن وحديقة بقلم علياء الكاظمي ... تغيرت الملابس التي كانت تملأ دولابي بالكامل ، وحلت محلها العديد من الملابس الفضفاضة التي تكبر مقاسي الطبيعي بمقاسين ! استنكرت هيئتي الجديدة، شعرت أنني أكاد أغرق بين الأقمشة التي تكفي لاستيعاب جسدي مع جسد آخر! قالت أمي بحزم : أنت الآن فتاة كبيرة ، و ارتداء الملابس المحتشمة سيحميك من عيون الأشرار! لم تكن ملابسي محتشمة ، قدر ما كانت مهلهلة، تبدو وكأنها خيمة متنقلة تحيط بي أينما ذهبت، لكنني لم أكن أملك حق الاعتراض، وخوفي من أمي وغضبها أكبر من أي رأي أتمنى أن أبديه . كانت تجلس معي بالساعات وهي تحذرني من الرجال ، من أي نظرة قد تخترقني ، و من أي شخص قد يحاول الإيقاع بي .. صرت أخاف من الرجال ، أخاف حتى أن أبتسم في وجوههم، ، أعاملهم بتجهم تام ، حتى في المناسبات العائلية كنت أختبىء خلف أمي ، بل أنني لا أرد السلام عليهم كبارهم وصغارهم !