ديفيد معلوف‎

حياة متخيلة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

حياة متخيلة بقلم ديفيد معلوف‎ ... تبدو رواية معلوف جزءاً من مرويات تنحو نحو إدراك القيم العرفانية للوجود البشري، كما هي رواية «سدهارتا» لهرمان هسه، كونها ترتبط بتلك المناخات التي ترغب في تجاوز المفاهيم المادية التي شكلت اغتراب الإنسان الحقيقي حين جعلته شيئياً، أو ذاهلاً عما يحيط به من مدركات الطبيعة، لكن الأهم أنها دمرت كنه الإنسان الحقيقي. وهكذا تتجلى الرؤية السردية التي تعكسها ترجمة موفقة من لدن الشاعر سعدي يوسف، حيث تمكن من الإبقاء على صدى لغة ديفيد معلوف، بداعي أن الرواية غير نمطية في تكوينها السردي، وجملتها الشعرية، كما يهيمن عليها الحوار الداخلي، والبيانات الوصفية للمكان، مع محاولة خلق ذلك الجدل بين الشاعر والمكان الجديد الذي نُفي إليه، وهكذا تبرز اللغة بوصفها إحدى الأدوات التي يمكن أن تفتعل هذا الصدام، حين تسعى لأن تعبر عن موجودات المكان بلغة أخرى أقرب إلى صمت الطبيعة، ورموزها، وإشاراتها، فينشأ البحث عن المسميات، ومحاولة إعادة تعريف كل شيء من جديد. لا يمكن إلا أن نرى في الطفل امتداداً للشاعر عينه، ضمن إطار ربما يكون متخيلاً، غير أن الطفل يعني التوحد بين ذاتين، إنه النسخة الأخرى من ذات الشاعر الذي بقي مسكوناً بذاكرته في وطنه الأم سالمو، فلا جرم أن تفتتح الرواية بتلك الاستهلالات التي لا يتقنها سوى الروائيين القادرين على تكريس الجملة السردية، في إطار دلالي محسوب بعناية، وهي عادة درج عليها الروائيون العظام، إذ لا يمكن أن نعثر عليها إلا ممن لديه استبصار واضح لمآلات النص السردي، فتبدأ الرواية بتلك الرؤية الواسعة، ومن ثم مراكمة الوحدات السردية كي تخدم تلك المقولة النهائية، أو ما يمكن أن ننعته بمحاولة التثبيت الدلالي. هذه الجمل او العبارات ربما لا تتجاوز سطراً أو سطرين، وفي بعض الأحيان فقرة، ومن ذلك نقرأ: «الطفل هناك ـ أنا في الثالثة أو الرابعة من عمري. الصيف في أواخره. إنه الربيع. أنا في السادسة. أنا في الثامنة. والطفل في السن ذاتها دائماً. أنا والطفل نتكلم بلغة من صنعنا. شقيقي الذي يكبرنا بعام، لا يراه، حتى حين يكون جد قريب بيننا. إنه ولد متوحش». هذا التداخل بين الشاعر والطفل يتملك الرؤية السردية، فالطفل يعني الذات الحقيقية، أو تلك التي تعيش منفاها من البداية، ذلك المنفى الذي يبدأ من الداخل، ومن ثم ينسحب ليطال المكان والزمان واللغة، لكن الشاعر الذي فقد الطفل حين ظهرت عليه علامات الرجولة، فبقي مهموماً بالرسالة التي كان يحملها الطفل، فكان المنفى إلى نهايات الأرض بوصفه فسحة للتنقيب في الذات، فربما كان الطفل في داخله، وأضاعه، وهكذا تهيأت الظروف لاستعادة بكارة الأشياء حين انقطع الشاعر عن موطنه، وابتعد في الغريب من المكان، فعاد الطفل في هيئة لا نتيقن من حقيقتها، وبناء على ذلك تغرق الرواية في تلك المنطقة الضبابية نتيجة تأويل ما نقرؤه، فتختلط الرؤى واللغات والذوات، بيد أن ما يظلل كل شيء الطبيعة التي تعيد موضعة الحقائق.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

ديفيد معلوف‎ ديفيد معلوف‎

كاتب أسترالي. يُعد أحد أعظم الكتاب الأستراليين. حصل على جائزة نيوستاد الدولية للأدب عام 2000، وحصلت روايته عام 1993 تذكر بابل على جائزة دبلن الأدبية الدولية عام 1996، وفاز بجائزة أستراليا-آسيا الأدبية الافتتاحية عام 2008، وُرشح لجائزة بوكر.

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد