تضاريس البياض
تضاريس البياض بقلم نواف أحمد حكمي ... يحضر المخيال بقوة كأداة بنائية لتغيير نواميس الطبيعة البصرية، في مجموعة «تضَاريسُ الَبيَاض» للشاعر الدكتور نواف أحمد حكمي، حيث الصعود يكون للسماء والسقوط يكون للأرض. وما بين هذا وذاك عُبورٌ في تَضَاريسِ البَياضِ؛ ولكن العابرين بالنسبة لشاعرنا ليسوا سواءً. فمنهم من يروم الانعتاق، ومنهم من يروم التوحد. ما يعني توظيف الشاعر حكمي لغة ذات مدلولاتٍ فلسفيّةٍ، وجوديَّة، وإيمانيّة في فهم الطبائع البشرية؛ وفي إدراك الأشياء من أرض ووطن وناس "الأرضُ تكبُرُ/ حينَ يُنصِتُ ماءُ/ مهما تلبَّسَ بالظنونِ فَضاءُ/ لا شيءَ يَطفُو/ فوقَ رَملٍ حقيقي/ الآن تُدركَ ظلَّها الأشياءُ". ولكن انشغاله لم يتوقف عند هذا القدر، بل نراه يشتغل على ما هو أسمى من الطبائع البشرية وهو الحب، القرينة التي طالما بحث عنها إلى أن وجدها. في «قَلبَان»:"لا تُبتِ أنتِ/ ولا في العِشقِ تُبتُ أنا/ قَلبانِ ما هَدآ يوماً ولا سَكَنا/ كُلُّ المَجانينِ/ قد عَادوا لصَحوهِمُ/ إلاّ أنا ما زالَ الجنُونُ بنا/ يا نكهةَ البُنِّ/ في فِنجانِ أُغنيتي ويا شَواطئَ غَيمٍ/ ترقُبُ السُفُنا/، (...) حَبيبتي/ نِصُفُ شِبْرٍ منْ مَساحتِنا يَكفي بأنْ/ نَتغنّى بالهوى زَمَنا".يضم الكتاب قصائداً في الشعر العربي الحديث نذكر من العناوين: "نزوة عاشق"، "عبور في تضاريس البياض"، "عتبات الحب"، "ارِتياب"، "دموع المرايا"، "خيمةٌ في الريح"، "قبضةٌ على غيبوبة هاربة"، "شرفة للظامئين"، "شغبٌ"، "فتنة"، "عرافتان في عالم النص"، (...) وقصائد أخرى.