أسرار الطهارة وأسرار الصلاة
أسرار الطهارة وأسرار الصلاة بقلم أبو حامد الغزالي ... إن الصلاة -وهي الركن الثاني من أركان الإسلام – هي أكثر ما يشدد الله سبحانه و تعالى على المحافظة عليه .إلا أنه من المعلوم أن لا صلاة بغير طهور يسبقها ، لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقبل صلاة بغير طهور ) [أخرجه مسلم ] ، و رغم البساطة الظاهرية للطهارة و الصلاة إلا أنه يكمن فيها من الأسرار الربانية ما لا يمكن لكثير من الناس إدراكه إلا بمزيد تأمل و فهم عميق للحكمة الربانية للطهارة و الصلاة . و الإمام الغزالي في كتابته عن الطهارة و الصلاة و أسرارهما يبين المراد الحقيقي منهما و ليس فقط الجزء الظاهر البسيط الميسر و لهذا فقد قسم الغزالي الطهارة إلى طهارة ظاهرة و طهارة باطنه في أربع مراتب هي : تطهير الظاهر ،و تطهير الجوارح ،وتطهير القلب،و تطهير السر عما سوى الله تعالى . أما حديث الغزالي عن الصلاة فهو أيضاً لا يكتفي بعرضها من الجانب الفقهي المحض ، و لكنه يرتفع إلى أفاق رحبة ليكشف عما فوق الجوانب العملية المادية للصلاة من الأسرار الروحانية الخفية التي تخص أهم عمل يقوم به الإنسان على الأرض ، بل أهم عمل بين الإنسان وربه و لهذا فان تقسيم الغزالي لأبواب الصلاة يفرد باباً خاصاً للأعمال الباطنة للصلاة ، و كيف تكون الصلاة بحق صلة بين العبد وربه ، يسمو بها العبد إلى منازل راقية من السمو الروحي و النفسي . فيسر دار الفاروق للاستثمارات الثقافية أن تقدم للقراء هذا الكتاب الراقي عسى أن ينتفع به الجميع ."