مقاربات في النقد الفني
مقاربات في النقد الفني بقلم هويدا صالح ... إن التفكير في طرائق قراءة العمل الفني، سواء كان فيلما أو مسلسلا دراميا أو لوحة تشكيلية أو عرضا للباليه يتطلب من الناقد أن يكون ملما بعدد غير محدود من المعارف والخبرات الجمالية، وإلا تحول إلى مجرد نقد مدرسي لا يحمل من الإبداع شيئا، إذ أن بلوغ الوعي بخصائص العمل الفني الجمالية وأبعاده الدلالية يحتاج لعقل نقدي يتوفر له من الإبداع ما يتوفر للمبدع، منتج العمل الفني، لذا تنطلق الذات القارئة من الوعي الذي يساعدها على الكشف عن الدلالات التي يسمح بها النص إلى سؤال آخر يتعلق بالوقائع المرتبطة بالجمالية والبعد الثقافي للعمل، لذا من المهم جدا أن ننتبه لأهمية الدراسات الثقافية بتياراتها المتنوعة في تشييد منظور جديد، قوامه إنصات مرهف للتحولات الاجتماعية والتاريخية التي تعطي المشروعية للمغامرة الإنسانية بوصفها موضوعا متميزا للأدب، وينطبق الأمر نفسه على الفن، فالإنصات للعمل الفني وما يقدمه من خطابات تتقاطع أو تتشاكل مع خطابات: ما هو تاريخي واجتماعي وأدبي يعطي ذات المشروعية للناقد الفني، والفن مثل الأدب، لذا من المهم لمن يرغب في مقاربة العمل الفني أن يكون واعيا بأهمية الانفتاح على خلفيات معرفية مغايرة وموجهات ثقافية جديدة بهدف النظر إلى الخطاب الجمالي.