وصف مثالي لعلاقات صحية

الكتاب: "وصف مثالي لعلاقات صحية" المؤلف: عمرو عز الدين دار النشر: عصير الكتب عدد صفحات الكتاب: ٢١٤ التقييم: 🌟🌟🌟🌟🌟 "وصف مثالي لعلاقات صحية" كتاب من أروع ما قرأت،، هو بناء قوي واقعي لعلاقات صحية هدفها الديمومة و الإستقرار،، التفهم و التقبل،، و المرونة و في نفس ال آن الحفاظ على كينونتك الشخصية و اهدافك بدون التطبع لارضاء الغير.. هدفها إحياء المودة والرحمة لأنه إذا وُجدت المودة والرحمة فقد وُجد الإحترام و الإمتنان و التقدير و من ثم و بالتأكيد وُجد الحب.. كتاب من خلاله تصبح أكثر قدرة على التواصل مع نفسك اولاً و من ثم مع الآخرين بطريقة فعاله و مؤثرة.. يبدأ الكتاب بسؤال من أهم الأسئلة التي كثيرا منا يتسائلها،، و هو "لماذا نتزوج؟"، و لكن و للآسف نحن نتسائلها بأسلوب اخر و بطريقة تعجب مُحزنة و هي " لماذا تزوجنا!؟"،، وفي "وقت خطأ"،، وهو بعد أن تزوجنا بالفعل!!، سؤال نسأله بحيرة أحيانا، وإحباط و بيأس احيانا،، و بغضب أحيانا اخرى،، ولكننا غالبا ما نسأل بدون ان نجد إجابة، و نظل في حيرتنا،، لأنه و كما قال أستاذي في مقولة راقت لي: "إنك لن تصل إلى مكان تجهله بالأساس، ما دمت لا تعرف ما يرضيك و ما يؤذيك فستظل تائهًا" وهذا ما حدث لنا بسبب جهلنا بأهمية وجودية السؤال،، ظنن منا اننا نتزوج لأنها مجرد سُنة الحياة نتزوج بدون وعي و بدون هدف .. ولكن بين السطور تسطع منها بسمة أمل من جديد بصوت وقلم أستاذي: ولأننا "مادمنا أحياء نتنفس، و ما دام هدفنا حياة سعيدة سوية مع بعضنا ف "الأمل سيظل قائما في إصلاح حياتنا وجعلها افضل لكلا الطرفين".. ولمعرفة إجابة "لماذا نتزوج؟" و لتجنب الوقوع في عيوب التساؤل المتأخر لهذا السؤال.. أو لو كنا وقعنا فيه بالفعل ونريد إصلاحه.. الأمل هنا في " دراسة الجدوى" التي تحدث عنها الكتاب و هي بداية الأمل لإسترداد روح الحياة الزوجية و ترميمها إن وُجدت،، أو بناء زيجة سعيدة أساسها "وعيي بذاتي" ومعرفتي بها و "قدراتي"،، و معرفة "ماذا أُريد؟" و "ماذا ممكن أن أقدم لنفسي وللأخر ؟".. وأساس تلك الدراسة هي "معرفتك بنفسك" و إجابة أهم سؤال وهو "ما الذي أعرفه عن نفسي" و بين سطور الكتاب ستجد إجابة لهذا السؤال، و لسؤال تكرر كثيرا في أذهاننا بعد خذلان او إختيار خاطئ، و هو:"هل حقا نحن نجذب الشخصيات المريضة والسامة لحياتنا؟" و خلال قرائتك ستكتشف أن الإجابة تكمن "بقناعاتك" و "افكارك" و مدى معرفتك بنفسك و تقديرك لها، لانه كما ذُكر: "نحن نختارهم بأنفسنا!، نختارهم بناًء على أفكارنا و قناعتنا عن أنفسنا والشخص الذي نستحقه".. و جانب من هذه "المعرفة" (معرفتنا بأنفسنا) هو معرفة نمط "التعلق" الخاص بنا و معرفة "انواع التعلق"،، وإذ كان لدينا مشكلة فيه.. ويوضح الكتاب بداية "التعلق" وأنه يبدأ "تعلق آمن" منذ الصغر و منذ ارتباطنا بمقدم الرعاية،، و هو و كما ذُكر ،، أن "التعلق" مفيد "لنتعلم التعبير عن المشاعر و ضبط العواطف"،، وهذا عندما يكون "تعلق آمن صحي" بمكوناته الثلاثة : "القرب العاطفي، الملاذ الآمن، و القاعدة الآمنة"،، و لكن في معظم الوقت يحدث خلل في إحدى مكونات "التعلق الآمن" وذلك الخلل يؤدي إلى "خلل" في "نمط التعلق"، و من ثم يظهر: ١- نمط التعلق القلوق ٢- نمط التعلق التجنبي ٣- نمط التعلق المتخوف و يتحدث عنهم الكاتب بالتفصيل و يعرض لنا عيوبهم و فوائدهم،، و من خلالهم نستطيع فهم انفسنا بطريقة افضل و معرفة كيفية التعامل مع تلك المشكلات التي نواجهها بسبب ذلك النمط الغير آمن و من ثم فهم الآخر و احتياجاته و عيوبه و مخاوفه.. و جانب اخر يتحدث عنه الكتاب و يُعزز من مهارات تواصلنا مع انفسنا و مع الاخر و هي " البرمجة اللغوية العصبية"، و هي "أنماط الاستقبال" لأن "الناس يختلفون على حسب بيئتهم في استقبال هذه المعلومات، فالحاسة التي تُستخدم أكثر هي التي تعطي هذه الشخصية طابعها"، ويتحدث فيها الكاتب عن الشخص السمعي، والشخص البصري و الشخص الحسي.. و اهمية فهم خصائص كل نمط منهم و عيوبه وفوائده .. " فنحن إن لم نفهم المختلفين عنا فعلى الأقل سنتفهمهم".. الكتاب لم يترك تفصيلة الا وذكرها،، مثال: "المبادئ"و "القيم" و توضيح معناهما والفرق بينهما ،، وأهمية معرفة "قيمي" حتى اعرف "احتياجاتي" و "اولوياتي" عند اختيار شريك الحياة او حتى اختيار وظيفة .. لانه كما ذكر أستاذي، " عندما تحدد قيمك الشخصية، تكتشف ما هو مهم حقا لك" ،، حينها لم يكن الإختيار عبثي ولكن اختيار مدروس و موزون.. والأجمل انه لم يتركك في الوقوع في حيرة جهلك بقيمك،، و لكنه يطرح عليك أسئلة من خلالها تبدأ تعرف القيم الدافعة و المحركة لك.. وبعد معرفة " ما فائدة معرفة قيمي؟" و "مصادر القيم" و "منظومتها " نجد إجابة للسؤال الأكثر أهمية، و هو " ما مواصفات أنسب شريك حياة لي؟"،، و بالإجابة عن هذا السؤال سيتطرك الكتاب إلى سؤال اخر و هو: "لماذا يسعى الناس للزواج؟" و هنا يتحدث عن الاشباعات الخمسة: "الجسدي" و "الروحي" و "العاطفي" و "العقلاني " ويليها " مراحل الحب في علم نفس" ١- مرحلة الإنجذاب الجسدي.. ٢- مرحلة الحب الرومانسي.. ٣- مرحلة الاكتشاف.. ٤- مرحلة الحب القائم على المعاشرة و الرفقة.. وصولا لاهم جزء في الكتاب و هو أسئلة الشريك و تشمل ٢٦ سؤالا و يتحدث فيهم عن الهدف من وراء كل سؤال و معرفة المشكلة التي سنتجنبها اذا سألناه .. و فترة الخطوبة و ملاحظة مدى التوافق، و المرونة و الإحترام و يساعدك على كيفية معرفة اذا كان الطرف الاخر مرن أم لا.. و يساعدك على كيفية معرفة مدى قوة تحملك لعيوب الآخر.. ولم ينسى التحدث عن اختلاف المخ الأنثوي عن الرجولي في جميع جوانب الحياة ،، في التواصل و طريقة التفكير و النظام،، في السفر والعلاقات و الأولويات ،، التعبير عن الحب و حل المشكلات،، و كيف ينظر كل من للعلاقة الحميمية.. أخيرا،، رأيي إن الكتاب فعلا "وصف مثالي للعلاقات الصحية" فهو مليئ بالأسئلة و التساؤلات التي تساعدك على تحديد هدفك و خلق حوار فعال مع نفسك لفهمها و فهم احتياجاتها و رغبتها.. 🌟 و كعادة اسلوب الكاتب الرائع انه لا يتركك لحيرتك و تساؤلاتك بل يساعدك و كأنه يحاورك شخصياً للتأكد من إنك قادر على فعل تلك النصيحة و العمل بها،، فبخبرته يشعر شعورك و يحدثك من خلاله و يجيب عن كل تساؤلاتك.. فهو خير معين و مرشد صحي لمن تاه في زحمة الحياة و ضغوطاتها وتعثرت علاقته بشريك حياته،، و دخل الإحباط و الرتابة حياتهما.. فيه تجد حلول لو دخل الفتور العلاقة.. 📚 الكتاب هايساعدك تفهم نفسك و احتياجاتها،، هاتعرف عيوبها و مشكلاتها و هاتقدر تتعامل معاها.. هاتفهم الاختلافات بين البشر عموما،، و لما تفهم الاختلاف هاتعرف تقدر الاخر و تعذره و تتفهم احتياجاته مش هاتقلل منه لانه مختلف عنك.. 📚 الكتاب هايعلمك ان بدل ما كل واحد يحكم على التاني،، كل واحد يفهم نفسه و يفهم التاني.. 📚 الكتاب مهم لكل شخص متزوج يشعر بخيبة أمل لعدم القدرة على التواصل وظهور فجوة مع الطرف الاخر و يبحث عن حلول للإصلاح.. 📚 الكتاب مهم لكل اب و ام لتتعامل مع اولادهم،، من خلاله هاتقدر تتعامل و تتواصل معاهم على حسب شخصيتهم و هم اي نوع من انواع الشخصيات( بصري،سمعي، ام حسي).. 📚 الكتاب مهم لكل أب و أم لمعرفة أهمية توفير التعلق الآمن للطفل و محاولة تنشئته في بيئة صحية آمنة.. 📚 الكتاب مهم لكل شخص مقبل على الزواج و حابب يختار علاقة دائمة مستقرة.. ♥️ ما راق لي من اقتباسات : - "الزواج ليس استقرارًا للمتعبين في الحياة، بل إستقرارًا للمستقرين نفسيا بالأساس." "الشخص السوي سيدخل العلاقة و يغلق الباب، ولكن لن يغلقه بالمفتاح. فاستمرار العلاقة بالنسبة إليه رغبة من الطرفين، وأمر يقتضي بذل مجهود و سعي و تضحية من كلا الطرفين." "أتعلم لأكون أحسن. لا استسلم لنمط التعلق الخاص بي. أنا أتعلم لأصلح المشكلات المتعلقة بأفكاري ناحية نفسي و ناحية العلاقات." "يتمحور الأمر دومًا حول موضوعين: افهم نفسك، و تقبل نفسك. و من ثم ستعرف شريكك و تتقبله، لأن البداية تأتي دوما من داخلنا، و للأسف أغلبنا يرى نفسه وتصرفاته هي المقياس الذي نقيس عليه من حولنا." "الزواج والعلاقات مشاركة و إهتمام،فلو أنك لا تجيد مشاركة مشاعرك التي تؤذيك دون نقد و مهاجمة، فهنا توجد مشكلة كبيرة في الحوار، قد تصل إلى الخرس الزوجي." "البيت لا يقوم على طرف واحد يسعى لإصلاحه، فبيت يتعمد فيه أحد الطرفين إهمال الآخر فإنه سيخرب قبل بيت من يقصر دون قصد." ♥️ ما راق لي من نصائح: "علينا التركيز والتصارح في فترة الخطوبة لتقييم العلاقة، و ليس للحب و الهوى." " اجعلا بينكما دستورًا واضحًا مكتوبًا ترجعان إليه بعد الزواج، اكتبا به كل الاتفاقات السابقة واللاحقة تجنبًا لأن يقول أحد الطرفين: لم أقل هذا، أو لم أكن أفهم مقصدك." "الاتفاقات الواضحة الصريحة المبنية على معرفة قدراتك في الفعل و قدراتك في التحمل، تريح البيت مستقبلًا و تخلق به حالة من الإستقرار. " "تعامل مع الطرف الآخر كما يحب أن يُعامل لا كما تحب أنت" "على الأثنين أن يحترما اختلافهما، و يحرصا على أن يكون الهدف واحدًا." "مطلوب من الزوجين المراعاة والتقدير كي يصلا إلى مساحة وسطية، كل طرف يحق له فعل ما يحب و ما يريحه لكن دون إهمال لإحتياجات الآخر." "مطلوب أن يعرف كل طرف قدرات الآخر و يراعي احتياجاته." "ولكي نعيش حياة جيدة معًا، فعلى كل شخص التفهم و محاولة إسعاد الآخر عن طريق السماح له بالتعبير عن طبيعته دون استنكار" وبصوت كاتبي: "دمتم متحابين و في هناء و سرور" ☺♥️