مسرح ما بعد الدراما
مسرح ما بعد الدراما بقلم Hans-Peter Lehmann ... لقد حاول ليمان في كتابه وضع حدود للمصطلح الجديد، ليصف به الأعمال المسرحية التي ظهرت في أوربا، في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، وهدف من خلاله إلى تحليل وفك طلاسم شكل المسرح الجديد، الذي لم تعد المصطلحات والمفاهيم الكلاسيكية تنطبق عليه. سعى ليمان إلى أن قراءة الجماليات الجديدة للمسرح المغامر، وإلى حليل سماته والوقوف على عناصر خصوصيته، وذلك من خلال تحليل عدد كبير من العروض، وأساليب الإخراج، التي ظهرت في أوروبا، ودفعت النقاد والمنظرين للبحث عن أدوات ومفاهيم مختلفة لتقييمها، والإمساك باختلافاتها عن الشكل المسرحي الدرامي التقليدي. يصف مصطلح "مسرح ما بعد الدراما" عند ليمان، العروض التي لم يعد النص المسرحي فيها أساسيا وموضوعا مركزيا، بل واحدا من ضمن العديد من الوسائل المسرحية المختلفة، أي أنه لا يملك سلطة أو تمييزا عليها. كما يؤكد ليمان على أنه يشير بهذا المصطلح، إلى القطع المسرحية التي تحتوي على "قوالب نصية غير درامية"، أي أنه يعتبره مصطلحا وصفيا وليس تقييميا. يشير ليمان إلى أنه يعني بمسرح ما بعد الدراما، المسرح الذي لم يعد يلتزم في المقام الأول بالدراما، كأولوية في العرض، أي المسرح الذي تراجع فيه دور النصوص الدرامية الأدبية، وحل محلها أشكال التمثيل والأداء، التي أفرزت بدورها جمالية مسرحية غير تقليدية، تعتمد في جوهرها على العارض/ اللاعب، باعتباره مركز العملية المسرحية. حيث لم يهدف مسرح ما بعد الدراما، إلى تقديم عرض مسرحي مخلص وأمين، تجاه النص الدرامي، بل إلى خلق تأثير ما لدى المتفرج، من خلال اللعب بالعلامات المكانية والبصرية والصوتية.