مدينة فاس، الطواف سبعاً
مدينة فاس، الطواف سبعاً بقلم شتيفان فايدنر ... لم تُشكِّل لهم الرحلة إلى فاس سوى إضافة سياحية، كالتقاط صورة أو شراء هدية تذكارية، غطاء طاولة، منديلاً أو لفاحاً بثمن زهيد. كانت الدعوة إلى الطعام مكافأة على جلسات النقاش النّظريّ حول وظيفة الأدب، حدود الترجمة وحوار الحضارات، هذه الأشياء التي لا تُلمَس لمس اليد، لا رائحة لها، تعوزها الصورة والرؤية المباشرة. وحدها الأصوات، أصوات المغاربة الخشنة، المضغوطة، الثقيلة وذات الوقع الغريب بتجسّدها غير القابل للطَّعن، حافظت على الفوارق بين المتحدِّثين، فلولاها لخلتَها نقاشاتٍ تجري في أيِّ مكان آخر من العالم.