لعنة الرسائل

لعنة الرسائل بقلم د. أغر الجمال ... جلس العميد محمود داخل مكتبه يرتشف قهوته الصباحية بتلذذ، ويتصفح ملف أوراقه، وأمام إحدى الرسائل البريدية، إذ بعينيه فجأة تتسعان وهو يقرأ ما جاء فيها: "عزيزي العميد محمود... كنت أتوقع أن تستدعيك المباحث الجنائية للتحقيق في مقتل الفنانة المشهورة "إيناس علوي" كونك الوحيد القادر على حل القضايا الغامضة إلى جانب توليك القضايا التي يكون الضحية فيها من المشاهير، لكن للأسف الشديد رآها رجال المباحث جريمة سهلة، والقاتل قبض عليه متلبسًا بجريمته وأغلقوها في سويعات قليلة، والمسكين زوج الفنانة محبوسًا الآن ينتظر حكم الإعدام. وأنا الآن أطرح عليك سؤالا يؤرقني: هل أشرف لك أن تفشل في الوصول للجاني ويتم قيد الجريمة ضد مجهول؟ أم تُقدّم بريئًا تم توريطه بسبب عبقرية قاتل حتى لا يتّهمك الناس بالغباء والكسل لعدم توصلك إلى الجاني؟ لا أنتظر منك جوابًا فسأعرفه بالتأكيد من متابعتي لسير القضية، كل ما أرغب فيه أن أخبرك أن سلاح الجريمة الحقيقي مع القرط المفقود من أذن القتيلة اليمنى الذي لم تجدوه، وضعتهما لك في كيس بلاستيك مدفونًا عند الكيلو 30 طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، بجوار اللوحة الإعلانية مباشرةً. كتبتُ هذه الرسالة لأن لديّ ضميرًا ولا أقبل أبدًا باتهام الأبرياء، وسأجيبك عن السؤال الوحيد الذي يدور في ذهنك الآن.. مَن أنا؟ أنا القاتل...