nermeen

وكذا استحت فاطمة بنت الحبيب -صلى الله عليه وسلَّم- وهي تتخيّل نفسها بعد وفاتها بكفنٍ من خمس طبقات أمام الرجال؛ فجلست حزينة شاردة حتى سألتها أسماء بنت عميس عن سبب شرودها، فلما أخبرتها قالت لها أسماء: «ألا أصنع لكِ شيئًا رأيته في الحبشة؟ نضع أعمدة على أركان النعش حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة، فلا يبين أي شيء». فردت فاطمة قائلة: «اللهم استرها كما سترتني». لله درُّها، تستحي وهي ميتة! ذاك والله نعم الخلق، فاللهم جمِّلنا بالحياء، والحياء الحقيقي لا يمنع أن تكوني ذات رأي وعلم وشخصية وحضور وفراسة، ولا يمنع من الأمر بالمعروف، ومن النهي عن المنكر، الحياء فضيلة، وليس الحياء كالخجل؛ فبينهما فارق كبير!