كأنني لم أكن
كأنني لم أكن بقلم هوشنك أوسي ... سيأتي اليوم الذي أندم فيه . على كل الأشياء التي لم أقترفها، أكثر من دمي على أشياء اقترفتها. لذا، علي اقترافُ المزيد ثمّ المزيد حتى يكون هناك توازن أو تعادل بين الندمين إن اقترفتم الشيء أو لم تقترفوه في كلتا الحالتين، أنتم أبناء الندم الشرعيون والندم هو الإبن الشرعي للحياة، مهما أخذتنا العزّة بالتكبر والتجبر والخيلاء، وأمعنا في أفعالنا ومشاعرنا، فنحن كاذبون ما من أحدٍ دخل الحياة، إلا وكان الندم في منها، إلا والندم في وداعه، كي يستقبل وافداً آخر، ينوي دخول الحياة، لأنه أحد الأبطال الأيديين على مسرح الحياة، ونحن محض كومبارس؛ نتناوبُ على الصُّعود إلى خشبة المسرح والنزول منها، لكن الندام ليس معلماً، والحياة ليست أنفسنا، نفي الندم عن استقباله وما من الحياة حيوات روايات لا حصر لها، لا ولن تنتهي، يرويها كاتب واحد يحترم نفسه وقراءة، ونصوصه، ولا نحترمه إنه ذلك الكاتب العظيم الذي في داخل كل واحد منا واسمة الندم.