براء حسين

«كل رجل ينهار عند نقطة معينة.» كانت هذه هي جملتي الأخيرة التي كتبتها بأوراقي قبل أن يُطلق القطار صافرته ويعلو صخب حركته مُعلنًا رحيلي عن بلدتي. اسمي فاضل أمين زيدان، طبيب بشري، تخرجت قبل ثلاث سنوات من الجامعة الجنوبية، جنوب بلاد النهر القديم، شاب ريفي طموح في بلاد غير طموحة بالمرة، يقول التاريخ أنها كانت غير ذلك قبل قرون طويلة لكنها اليوم ليست إلا مزيجًا من الفقر والجهل والخراب .. تقدمتُ بأوراقي للعمل بأكثر من مستشفى أو دعني أقل خرائب المستشفيات، ولم يتم قبولي، كعادة باقي الوظائف لا تستطيع البلاد دفع مقابل لعاملين جدد، ولأن الناس لا يستطيعون العلاج على نفقاتهم