قضايا التنوير
قضايا التنوير بقلم د.عدنان عويد ... إن إرهاصات التنوير الفكرية الأولية نجدها في الشرق، مثلما نجدها في الغرب أيضاً، غير أن القطع الحضاري الذي حصل في السياق العام لسيرورة وصيرورة تاريخ شعوب الشرق استطاع أن يشكل فواصل واضحة المعالم ما بين معطيات حضارتي الشرق والغرب الفكرية والعملية معاً، ونظراً للظروف التاريخية الكثيرة التي منحت الغرب الاستقرار، ثم النمو والتطور، فقد أعطي لحضارة الغرب بناءً على هذا النمو والتطور سبق حضاري كبير على حضارة الشرق مازلنا نعيشه حتى هذا التاريخ بالرغم من إيماننا بمسألة التلاقح الحضاري الذي تم بين الشرق والغرب عبر تاريخ التفاعل والصراع بين الحضارتين. لذلك بالعودة إلى بواكير الفكر العربي قبل الميلاد، نجد في الحقيقة ما يؤكد على أن الشرق قدم بعض البدايات الفكرية التنويرية، وهذا ما نجده مثلاً في ملحمة "جلجاميش" وهو الذي تعب من البحث عن سر الخلود فلجأ بعد عجزه إلى "نوتابتشم" يشكو همه، فرد عليه "نوتابتشم" فائلاً: متى بنينا بيتاً بقوم إلى الأبد ؟ متى ختمنا عقداً يقوم إلى الأبد ؟ لم يكن هناك دوام وخلود منذ القدم !.