قصائد فيلنيوس
قصائد فيلنيوس بقلم جمال جمعة ... الكتابة عند جمال جمعة تعني شيئاً واحداً. علاقة الأنا بالوجود الكلي للحياة ، هذا ما نقرؤه في جديده الشعري «قصائد فيلنيوس» يحملنا الشاعر بتلاحينه إلى عالم من الجمال لم نكن نألفه من قبل، ويرتحل بنا على متون صوره ومراكب تعابيره حيث الثقافات الإنسانية؛ ليحل في النص، رامبرانت، روبنسن، وتيتان، والكتب القديمة، والآلهة والكونتسيات، ومقهى غوركي وغيرها، وحيث السحر والدهشة، يمزج الشاعر الواقع بالخيال والصور بالموسيقى والعقل بالعاطفة، يهوم بقصيدته في مساحة من الحرية والانعتاق، منوعاً بين أوتاره، مزاوجاً بين أوزانه، مسافراً يمنة ويسرة، شرقاً وغرباً، ينقل إلينا ألف حكاية وحكاية، عاشها مروية.. مرّة بالفرحة والانبهار، ومرّة بالدمعة والانكسار. في القصيدة المعنونة "حقائب"، يقول الشاعر: "أسافرُ غداً/ وسأقضي اليوم كلَّه في رزمِ الحقائب،/ رزم الملابسِ وأدواتِ الحلاقةِ،/ رزم القمصانِ المُتجَعدِّة التي لم أجد كيَّها طوال حياتي،/ رزم الكتبُ التي أُطالعها قبيل النوم،/ مُعيداً قراءةَ كلَّ صفحةٍ مرتين لأنني أفكرُ بكِ،/ رزم القُبلِ والعناقات،/ رزم الوعودِ والنكرانِ،/ رزم الانتظارات المريرة في المقاهي الخاويةِ/ مُؤملاً أن تمري،/ رزم الأشجار التي مررنا بها/ والموسيقى التي سمعناها سويّةً،/ رزم أكوابِ الشاي والقهوة التي احتسيناها/ كي لا يسرقنا النعاسُ،/ رزم الدموعِ والابتسامات../ حقائبَ كثيرةً أحتاجُ/ لرزمِ كلِّ هذه الذكريات". يضم الديوان اثنتان وخمسون قصيدة في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "لا أريد أن أكون شاعراً"، "البروفيسور "ج" في طريقه إلى قاعة الدرس"، "رغم الطقس الرماديّ"، "مطر، رذاذ خفيف"، "لو انهمر الثلج"، "البدويّ التائه"، "النظر من وراء خُصلة"، "شاي في كوب من ورق"، "تقرير عن الطقس"، "فيما تنظرين إليّ"، (...) وقصائد أخرى.