في فضاء الكلام

في فضاء الكلام بقلم محمد أحمد إسبر‎ ... فضاء الكلام واسع ومع ذلك فالدخول إليه صعب. مع دخولك إليه تحس أنك معتقل وأن قوة خفية تحبس لسانك أو تنزع القلم من يدك. الكلام الذي تلقي به على الورق قد يتحول إلى قيد في يديك أو عصابة على عينيك أو زنزانة مظلمة تجثو فيها على ركبتيك إذا كان كلامك هذا يكشف حقيقة أو يدعو إلى حقيقة فكيف إذا تحدثت عن الحق وأهله والباطل وأهله وأظهرت للأعين ما ستر عنها وللعقول ما حجبت عنه وسميت الأشياء بأسمائها ؟ هل سنبقى نتكلم مداورة ومجازاً وتورية لا نملك شجاعة الإفصاح مسدلين ستار الكذب على واقعنا فلا تكون لنا أبداً حقيقة نهتدي بها وتقودنا على مثلنا الأعلى؟ ومع ذلك لا بد لنا من أن نتكلم ولو أن كلامنا ليس أكثر من آثار أقدام على طريق طويل قد يضل من يأتي بعدنا إن لم يتتبع هذه الآثار.