فارس

(0)
(3)
تقييم الكتاب
4.3/5
4
نبذة عن الكتاب

فارس بقلم أحمد الكراني ... عانقها، قبلها، فهي التي تُسقِطُ الراء من تلك الحرب، اختلط عرق جسده مع ماء عينيه الغزير، وهي شاركته الدموع بالدموع، خشية الفقد بين هوجائية الرصاصات، سالت محاجرهما بملوحةٍ امتزجت في شفاههما، وما أشهى أن يُغمِّس المرء البكاء مع من يهواه، فمذاق الغرام لا يُماثله شيء، فهو زائر خفيف مؤقت الإقامة؛ كثير المشاوير، لا يقترب إلا ليبتعد! لكن الوضع هنا تَبَايَنَ، لأن النظرة للحياة تَبَدَّلتْ، فتلك الحرائق التي تتركها المشاعر تحت سماوات الأفئدةِ، والخربشات التي تَخمش الجلد في رحلتها، والأتربة التي يُخلفها رمادها في الأحداق، كلها وُلِدَت الآن؛ في الشعرة التي فصلت حياتهما عن موتهما، فكيف يُغادرهما الحب؟!

نبذة عن الكاتب

أحمد الكراني أحمد الكراني

كاتب رواية فارس وشجرة الزيتون والعجوز والامام الهارب

اقتباسات كتاب : فارس

محمد خليفة

" المرأة لخصت له الاضطرابات المنفعلة بين قلبه وضميره، فلا يحتاج إلى الاصطناع في قوله كعادته، لن يُغطي على نباح القلق وصراخ الكآبة بداخله، فما اتكاله سلفًا على الغش في هيئته إلا لدرءِ ألسنةِ الناس عنه، كان يعزف الألحان الصاخبة المَرِحَة لتُغطي مساحة أوجاعه، كي لا يكون مادة دسمة للنميمة المحلية، وقراءة أقداح الغيب عنه، وينزوي ببقايا روحه المتآكلة في ظلام وحدته، حتى مع الصخب الذي يُحيط به أوقاته؛ ظلَّ وحيدًا؛ نائيًا، ولذلك تفاجأ برأيها فيه، واقتحامها لحدود عزلته المحشوة بالفخاخ"

محمد خليفة

" هذه هي بِطانة الطلسم التي تُغلف "فارس"، يتنقل من سَيّءٍ إلى أسوأ، وقد تقبّل كونه بشريًا يضطرم بداخله آلاف الشرر، خلع عن بصيرته قناعة أنه الفلتة أو المعجزة، فتبدَّل بهدوءٍ مُحببٍ إلى مجرد آلي، يعد الوقت كي يمر، حدث ذلك لمجرد خطأ واحد ارتكبه في العشرين من عمره، حاول أن يُقنع كل من حوله بتقبلهِ لما آلت إليه الأمور، ولكنه للآن يدفع الثمن من حياته وحياة من معه، وما كانت علاقاته كلها إلا ترويضًا للوحش بداخله، يعرف أن ما يفعله وجه قبيح للظُلم، ولكن ما يتغلغل في شغاف الفؤادِ أَظْلَم!"