سجود خالد

5 out of 5 stars

"هل ثمة وسيلة يلتقي بها إنسان بآخر في المسافات الفاصلة بين الكلمات وبعضها؟" "في بلد يجرم "الحاء" ناعتًا إياه "بابن الأبجدية الملعون".. ذلك الحرف الذي لم يفعل شيئا وقد علق عليه قومه سبب كل ما اكتسبته أيديهم من خراب.. قانونا طبقوه على أنفسهم مدعيّن أن ذلك فيه وقفا للحروب واشتعال النيران وما فيه فساد للبلاد.. فـ حرموا الحرف، والكلمات المنطوقة به، وكتابته.. بل وكل ما يتضمنه ذلك الحرف من فعل. فلم يعد لديهم "حب" لأنفسهم ولا لبعضهم البعض.. لا "حنين" للماضي وما فيه من ذكريات.. ليس هناك "رحمة" بغيرهم من المخلوقات.. انعدم الـ "حوار" بين كل اثنين داخل بابهم أو خارجه.. فقدوا المعنى لـ "حياتهم" فأصبحوا كأموات يتنفسون. يعيش كاتبنا "صُهيل" -ولعلك تتعجب اسمه حيث أنه صوت لكائن يحتوي اسمه على ابن الأبجدية الملعون- ككاتب ظل خلف السيد "ك".. إلى حين قرر كتابة تلك الرواية "المحرمة" التي لم يعرف عنها أحد.. تظهر تلك الفتاة "شعلة" من اللا مكان لنفاجئ بعدها بـ من تكون تلك!! تأخذنا الكاتبة إلى صراع "مؤيد" الداخلي.. ذلك الظابط الذي كان معضلته الوحيد في الحياة هي حبة لأمه، أيمشي خلف ما يمليه عليه قلبه أم يلتزم بتلك القوانين التي سيعرف حقيقتها فيما بعد؟! وماذا سيكون مصير تلك البلد التي حكم أهلها على أنفسهم بالموت بلا أداة قتل، هل سيتحررون بـ "الحقيقة" أم سيظلون على أصنامهم عاكفين؟؟" 🔹رأيي في الرواية: كعادة كتابات دكتور منى بتبهرني دايما بأحداثها ومفاجآتها.. الرواية المرة دي أدهشتني كلماتها وبلاغتها وحتى خيالها!! بكون متفاجأة إزاي الكاتبة قدرت تكتب كمية الصفحات دي بدون حرف "الحاء".. بل وقدرت توصل كل المعاني دي بالشكل دا رغم التقييد دا؟! حبكة الرواية تحفة وتداخل الأحداث يجنن حتى النهاية جميلة وإن لم أفهم آخر كلمات فيها!! 🔹اللغة: عربية فصحى -عِناق برائحة الورق|| منى سلامة