صالة أورفانيللي

(1)
(0)
تقييم الكتاب
5.0/5
4
نبذة عن الكتاب

صالة أورفانيللي بقلم أشرف العشماوي ... "صالة أورفانيللي": تروي تاريخ مصر في صالة مزاد * الزمان: مصر الملكية تحت حكم الملك فؤاد. المكان: قلب القاهرة الخديوية، مركز الضوء وبؤرة مجتمع المال والسلطة والمؤامرات.. والجريمة. مصادفة غريبة، ستقود "أورفانيللي" الشاب اليهودي المصري المنحدر من أصول إيطالية، ليشارك صديقه "منصور التركي" في صالة مزاد، لن تلبث أن تقلب حياتيهما رأساً على عقب بفعل لعنةٍ ما، لتتبدل مصائرهما بعدها للأبد وبوتيرة لاهثة من الأحداث والتحوُّلات، قبل أن تظهر شخصية ثالثة تربط بين الاسمين، لنصبح أمام ثلاث شخصيات رئيسية هي أضلاع مثلث رواية أشرف العشماوي المنتظرة "صالة أورفانيللي". سلسلة من الجرائم الغامضة المتلاحقة، رسائل غريبة، فاعل مجهول، تشابُك معقد بين كواليس صالة المزاد وكواليس المشهد المصري اجتماعياً وسياسياً، وصولاً لخبايا كواليس الحكم نفسها في خمس حقب من السلطة، يشملها زمن روائي شاسع وممتد من أوائل القرن العشرين وحتى سبعينياته فترة حكم السادات. في روايته الجديدة يخوض أشرف العشماوي مغامرة روائية فريدة، ربما تكون الأكثر طموحاً في مسيرته، ليعيد التنقيب في صفحة مطوية من تاريخ مصر، كاشفاً المسكوت عنه، عبر حكاية شائكة غير متوقعة تضمها بنية سردية غير تقليدية. هذه المرة، يعود العشماوي مجدداً للرواية التاريخية، شغفه الأثير والذي ترجمه إلى عدد من أبرز علاماته الروائية مثل "تذكرة وحيدة للقاهرة" و"سيدة الزمالك"، لكن في سياق جديد وبأسئلة غير مسبوقة والأهم، بطرح فني مبتكر. يقدم العشماوي رواية تاريخية عميقة في قالب بوليسي مثير، تجمع ببراعة بين الاستقصاء التاريخي والتوظيف المبهر لأدب الجريمة في بنية سردية غير تقليدية تجعل من "صالة أورفانيللي" رواية مختلفة على مستوى بنائها والطريقة التي تتشكل بها الحكاية. ثلاث شخصيات رئيسية تروي حكاياتها، حيث يبرع صاحب "بيت القبطية" مجدداً في تقديم رواية أصوات نابضة، لا تكتفي بسارد واحد، بل تقدم الوقائع عبر وجهات نظر مختلفة تمنح القارئ رؤية بانورامية للأحداث والوقائع. لن تكتفي الشخصيات الثلاثة بسرد الحكاية، لكن كلًا منها تقلب ما ظنناه الحقيقة مرة بعد مرة، لتقدم حقيقة جديدة ولتزيح الستار عن تفصيلة غائبة تجعلنا نعيد ترتيب الأحداث من جديد كلما ظننا أنها استقرت ولم تعد تحتمل التكذيب أو التشكيك، وكأننا نشهد الأحداث لحظة وقوعها ونكتب الرواية رفقة أبطالها. وفضلاً عن الشخصيات الرئيسية تنهض العديد من الشخصيات التي لا يمكن وصفها بالثانوية، حيث تلعب أدواراً فاعلة وحاسمة في تحريك الصراع وتشكيل الحدث ما يجعلها قادرةً على البقاء للأبد في ذاكرة قارئها. في "صالة أورفانيللي" تتشابك العلاقات فيما بينها وتتعقد حتى يظن القارئ أنه يستحيل فكها، لنفاجأ بخيط رفيع يربط بينها في نهاية كل جزء من أجزاء الرواية، يجذبه المؤلف برفق كل مرة لنجد أنفسنا أمام تحولات درامية جديدة مُربكة، وأحداث متسارعة شديدة الغموض، تتسلل عبر النص بسلاسة فائقة لتعرية سلوكيات مجتمع تعامل بعض أفراده في علاقاتهم الإنسانية بنفس طريقة مزايدتهم على قطعة فنية غالية، لكن لا أحد يخسر دائمًا، ولا يوجد فائز للنهاية. بقراءتك لهذه الرواية ستتعرف على خبايا المزادات، هذا العالم الغامض الذي سيطر عليه اليهود المصريون من بدايات القرن الماضي وحتى ما بعد قيام ثورة يوليو، ستقرأ وكأنك ترى كل الحيل وطرق الخداع ونوعية الزبائن وانفعالاتهم، لتكتشف جانبًا من حقيقة الوجوه المدفونة خلف الأقنعة. ولن يغيب عن العشماوي في خضم هذا التشابك السردي تحليل أسئلة الواقع والعالم والنفس الإنسانية، واستخلاص الأفكار العميقة من تُربة الحدث، بحيث تكون المحصلة رواية شديدة الحيوية يسكنها التأمل. "صالة أورفانيللي" ليست فقط رواية التاريخ، ليست فحسب تلويحة للماضي أو مساءلة له أو حتى محاكمة جديدة لعدد من وقائعه، لكنها في عمقها رواية الحاضر، وسؤال مفتوح مثل جرح على المستقبل، حيث تنعكس تناقضات لحظتنا على مرايا جميع ما فات.

نبذة عن الكاتب

أشرف العشماوي أشرف العشماوي

روائى مصرى ، عمل قاضا بمحكمة الاستئناف ، أهم أعماله رواية تويا التى وصلت للقائمة الطويلة للبوكر للرواية العربية 2013

أعمال أخرى للكاتب

مراجعات كتاب : صالة أورفانيللي

Shady EL-Shafey

5 out of 5 stars

صالة أورفانيللي الكاتب : أشرف العشماوي سنة صدور الكتاب : ٢٠٢١ تصميم الغلاف : كريم آدم عدد صفحات الكتاب : ٤٢٣ نقدر نقول إن بطل العمل الأوحد هي الصالة، صالة أورفانيللي ومنصور للمزادات، حكاية تبدأ منذ العهد الملكي وحتي السبعينات، يروي أحداث الرواية ثلاثة شخصيات في ثلاثة فصول كبيرة (أورفانيللي الأب، منصور التركي، أورفانيللي الصغير) ثلاثة شخصيات مرتبطين ببعضهم البعض بشده وفي نفس الوقت بعيدين كُل البعد عن بعضهم البعض.. تبدأ أحداث الرواية علي لسان الراوي الأول أو البطل الأول أورفانيللي الأب أحد يهود مصر في العصر الملكي الفاروقي، ويحكي حكايتة وذكرياتة مع صديقة منصور التركي، وحبيبتة ليلي.. وكيف بدأت رحلتهم سويًا في عالم المزادات وإنشائهم لصالة (أورفانيللي ومنصور) والتي ستكون في وقت قياسي من أعظم صالات المزادات في مصر، حتي أنها ستكونالصالة الوحيدة التي يزورها الملك فاروق مرتين.. وتتوالي الأحداث حتي نصل لبداية الفصل الثاني مع راويه منصور التركي وكيف إزدهرت علي يديه صالة أروفانيللي وكيف جعل من (أورفانيللي ومنصور) أعظم وأكبر صالات المزاد في مصر، وكيف استطاع التغلب علي التقلبات السياسية بعدما تمكن ناصر وأعوانه من الضباط من طرد الملك والإستيلاء علي مقاليد الحكم.. ثم ننتقل للفصل الثالث والأخير مع الراوي الأخير أورفانيللي الصغير، الذي يروي تفاصيل علاقته بمنصور التركي وكيف إحتضنه ورباه وعلمه، وتفاصيل حياته وعمله في الصالة، كيف استطاع وهو صاحب السنوات المعدودة أن يُبهر كل من حوله بخبرته في عالم المزادات وقراءة الزبائن وتقديرة وتقييمه للقطع، وأيضا محاولاته المستمرة لنيل حقه في الصالة بكل الطرق سواء كانت مشروعه أو غير مشروعه.. - أشرف العشماوي كاتب إستثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معني، حكاء ممتاز جدًا مُتمكن من أدواتة بشكل غير طبيعي، الغريب ان ده العمل الثالث للكاتب في نفس الحقبة الزمنية، أواخر العصر الملكي وقيام الثورة والتحول ل جمهورية (تذكرة وحيدة للقاهرة، سيدة الزمالك، صالة أورفانيللي) أكيد بعد ثلاثة أعمال في نفس الحقبة الزمنية كان طبيعي ومتوقع وقوع الكاتب في فخ التكرار، لكن ده محصلش، بالعكس أشرف العشماوي قدر انه يخلينا عايشين في عالم واحد مترابط والإختلاف في الحكايات وأبطالها فقط، ومنكرش اني ابتسمت لما في أحد الفصول ذكر شخصية زينب المحلاوي (أحد ابطال رواية سيدة الزمالك).. وأيقنت ان فعلًا أشرف العشماوي صمم عالم كامل لشخصيات رواياته وده شيء مش سهل إطلاقًا.. * الرواية عظيمة بكل ما تحمله الكلمة من معني، وده شيء كل قُراء أعمال أشرف العشماوي هيتفقوا معايا فيه، ونادرًا لو كان في رأي بيختلف علي أعماله..