دولنت.. مدينة الأسود
دولنت.. مدينة الأسود بقلم مها خالد ... عزيزتي أفروديت، شِبتُ بحثًا عَنكِ في وجوه البشَر، الأمر أشبَه بالبحث عن إبرةٍ في كومة قشّ، لكِن بحالتي هذه، فأنا أبحَث في كومة قشٍّ لا تحوي الإبَر أصلًا، بَل كانَت كومةً كثيفة، شعثاء، عابِقة بأشواكِ الطريق، بمساوِئ محاولاتي الفاشِلة، كُلّما غصتُ أكثَر، كثُر الألَم، وذهبَ جهدي كالثرى مَع ريح كانون، وتضاعفَت حُرقة جروحي كمَن يسكُب عليها الكحول، لكِنه لَم يكُن ليشفيها، بَل ليُزيدها ألمًا على آلام قلبي لِفكرة عدَم حصولي عليكِ أبدًا. عزيزتي أفروديت، لقَد فاق حُبّكِ حدّ المعقول.