دفاتر الحرب الغريبة
دفاتر الحرب الغريبة بقلم جان بول سارتر ... قال الفيلسوف الرواقي سينيكا : سأراقب نفسي دومًا، وسأضع كل يوم من حياتي قيد التقييم. هذا هو ما يجعلنا أشرارًا؛ أن لا ننظر إلى الخلف، ولا نفكر سوى فيما نقدم عليه. لقد كان العنوان الأصلي لهذا الكتاب "يوميات الحرب الغريبة" مرفوقا بعنوان فرعي رسائل للكاستور وآخرين وهو بالفعل يوميات بما إن الكاتب عمد على مدار سنة وسبعة أشهر على الكتابة كل يوم مشيرا إلى ذلك لليوم والتاريخ والشهر وهو ٱيضا رسائل لما تخللت هذه الأيام من رسائل بين جان بول سارتر ومختلف معارفه، غير إن عنونته في نهاية المطاف بالدفاتر له دلالة أوسع وأشمل من اليوميات ومن الرسائل منسجمة مع طبيعة هذه الكتابات الخارجة عن التصنيف ناهيك على إنها تتخذ في بعض وجوهها صيغة الثرثرة اليومية التي تضرب عرض الحائط بكل ما هو كتابة رسمية إضافة لما جاءت عليه في وجوه ٱخرى مستعيرة أشكال التواصل الكلامي في مقامات مختلفة من مثل التحقيقات أو الخطابات السياسية أو المقالات الصحفية أو البطاقات البريدية والتداعيات الحرة التي وإن جاءت في شكل مادة حلمية ففي مواضع أخرى اتصفت بالاعترافية الحارة والجريئة إلى غير ذلك من أصناف الخطاب ، ينسف سارتر كل شيء ويأخذ القاريء حيث لن يصدق أي شيء ولا حتى ذاته وأول ما يلفت الانتباه في كل هذا التخريب الممنهج أنه يقطع مع كل أشكال أساليب الكتابة المألوفة فلا تأتي كتابته على نمط واحد حتى ان جملته طائشة دائما .