خواطر جرح

خواطر جرح بقلم نعمت الحاموش ... "إنّه مخاض القلم... زوابع النّفس تستوطن الحبر... تحيله رؤىَ... تنهمر وجعاً... صيحات.. عبرات... تتناجى... شرارات جمر... تملأ كؤوس الروح... تفيض الذّات جروحاً... يصحو مارد الألم... يعلو الهدير... تهرع غيوم... تتساقط نجوم... تتشلّع غصون... تنفجر أسرار... تستحيل الورقة بركاناً... تجنّ حروف... تعصف كلمات... سياط القسوة تزغرد... وحدقات الظلم ترمق... والرّحمة تلفظ آخر الأنفاس... والوفاء يوضّب الحقائق... مارد الألم أضاع قمقمه.. أغراه بياض الورق... حطّ رحاله هناك... واستراح. «خواطر جرح»... أنّات صامتة... وخيبات... أبت أن تبقى متشرّدة.. في غابات الوجوه والضّمائر... فآثرت الاحتماء في ظلّ الكلمات... آثرت دفء الورق... وبعده.. دفء الأكفّ... وشغف العيون... المتعاطفة... المعجبة... النّاقدة.. المتماهية... في السّطور والكلمات... والمواقف الباسمة... الدّامعة... السّاخرة... خيبات... كتبها قدر أعمى... زلزلت هدوء النّفس... مرمرت سلامها... أغلقت فيها نوافذ الأمان... ضاقت دنياها... لم تهدّئها كلّ عواصف الكون... فمن أغمض عينيه ورحل... ترك صقيعاً وتفجّعاً... في هيئة صمت شاحب... ومن قسا وظلم... أردى فيها الفرح... لم يخب فيها الأمل... بل صارت بكاء... لم تعد تدمع... بل صارت دموعاً... فلملمت ما أوهمت أنّه طاقة حياة... وسافرت في كتاب".