بكّات الدم
بكّات الدم بقلم حجاج أدول. ... أرى الأهرامات الآن، جرمها صغير عن بعد وكأنها تسبح فى الأفق الباهت، نقترب أكثر.. أنظر.. أنظر بإمعان، أدقق النظر، شىء عجيب.. أين الهرم الأكبر، يا حول الله، الهرم ضاع! الهرم يا ناس؟ الركاب لا يبالون بصيحتى. شعرت بالحرج لحظة، لكن لا.. أين الهرم؟ يا سادة.. انظروا معى وارتعبوا.. مصيبة.. أين الهرم الأكبر؟ لا مجيب.. يعود بصرى للهضبة، أرى هرمين فقط يا بشر، هل وصل الداء للهرم؟ عندما انحرف الأوتوبيس يسارا ليتجه إلى قلب القاهرة رأيت الهول الذى لم يحرك أبا الهول ولا الركاب. الهرم الأكبر ملقى على جانبه بميل خطير، قمته تتجه لأسفل وقاعدته الشاسعة لأعلى وكأنه سيستكمل سقوطه من الهضبة فى أية لحظة. وقفت متصلبا أنظر للركاب وأشير بيدى الاثنتين إلى الهرمين وكبيرهما الساقط، ثم نطقت بصوت يخرج ممطوطًا كأنه قطعة لادن ساخنة: الهرم مقلوب.. الهرم مقلوب. لم يلتفت أحد