بانتظار المنقذ الأعظم

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

بانتظار المنقذ الأعظم بقلم إحسان يونس ... في استعارة لا تخلو من اختزال أيديولوجي يمكن تفسير اختيار الكاتب العراقي إحسان ‏يونس لروايته عنواناً مثل "بانتظار المنقذ الأعظم" ولكن بعد أن حاول إنزاله من سمائه ‏المتعالية إلى أرضه المحايثة، وعلى نحو يؤول إلى تفسير ما يجري في العالم بنوع من ‏التقية الروائية التي تجنّب صاحبها المساءلة. فمن خلال هذا العمل الفريد والمميز يأخذنا ‏إحسان يونس إلى بسمونا لنشهد مع بطل روايته ممرض الحيوانات المحترف "إنيل" على ‏كارثة مقتل الضواري في أرقى وأغنى محميّة في العالم، محميّة بسمونا الشهيرة، التي ‏تملء ملصقاتها الدّعائيّة جميع أنحاء العالم المتقدم، وفي قنوات الدعاية المختلفة. لقد ‏أبيدت الأسود والنّمور والأفاعي الملونة الجميلة في بيئة يفترض أن تحميها، والأنكى من ‏ذلك كله أنها أبيدت على يد الحمير في مشهد لا يصدق "رأيت الأسود ترتعد وتنهزم عند ‏سماعها طلقة البندقية، والحمير لا تبالي، وتهجم على الضواري". هكذا وصف "إنيل" ما ‏حدث للسيد "ديفز" رئيس محمية الضواري "رأيت الوحوش تقف أمام الحمير، على بعد ‏كافٍ، تتحسّب مهاجمتها، ثم رأيت الحمير تهاجم مندفعة نحو السّيّارة تريد تحطيمها، ‏فأطلقت طلقة في الهواء، خافت الوحوش وهربت، لكنّ الحمير لم تخف وهاجمتني، ولو لم ‏أهرب لحطمت السّيّارة وقتلتني".على هذا الإيقاع المفاجئ في عرض المحكي وبصور بالغة ‏الإيحاء يكشف الكاتب تناقضات السياسة الخارجية العالمية، ويعري فضائح مافيا السلاح ‏في بلادنا التي لا تقل ضراوة عن مافيا الوحوش الآدمية، ويبرز الدور المتصاعد لظاهرة ‏العنف بمختلف تجلياتها من دول ومؤسسات مقنعة بشعارات إنسانيّة وحقوقية والتي تضمر ‏أكثر مما تعلن حتى بدت أشبه بالحمير الوحشية "ما لفت النّظر أن جميع الحمير ‏المهاجمة، والمكدّسة خلف باب السّياج، كانت تضع عمائم سوداً، أو كوفيّات بيضاً، وعُقُلاً ‏سوداً، وطاقيّات عسكريّة "بيريات"، وقبعات أمريكيّة، وأوروبيّة، وهندية ملوّنة على ‏رؤوسها". إنها ثورة الحمير التي يفتتح بها عصرنا الجديد، لتديم سيطرة القوي على ‏الضعيف، تديم سيطرته على العالم، لا لقرن آخر، كما تنبأ السّيّد جورج بوش الأب، ربما ‏لخمسة قرون قادمة وأكثر‏

نبذة عن الكاتب

مراجعات كتاب : بانتظار المنقذ الأعظم

لا توجد مراجعات بعد.