الميتافيزيقا في فلسفة ابن طفيل
الميتافيزيقا في فلسفة ابن طفيل بقلم محمد عاطف العراقي ... في هذا الكتاب الذي يعد مدخلا لدراسة موضوع الميتافيزيقا في الفلسفة ابن طفيل، يتعرض لحياة الفيلسوف الفكرية والبيئة التي نشأ فيها. فليسوفنا ابن طفيل يحتل مكانة كبيرة في تاريخ الفلسفة العربية، إنه يعد واحداً من فلاسفة المغرب العربي، ترك لنا فلسفة ثرية ثراء كبيراً سواء في مراميها أو في تفصيلاتها. إنها فلسفة كثيرة الألوان والظلال، إنها فلسفة بارزة الشخصية لأنها جاءت من فليسوف التزم بخصائص وشروط الفكر الفلسفي إلى حد كبير. لقد ترك لنا ابن طفيل العديد من الآراء التي نجدها في قصته الفلسفية “حي بن يقظان”. وقد حاولنا اعتماداً على هذه الآراء، إقامة نسق فلسفي لابن طفيل، نسق يضم بين جوانبه هذه الآراء التي تبحث في العديد من المشكلات الفلسفية. وعلى وجه التحديد، حاولنا معالجة موضوع الميتافيزيقا في فلسفة هذا الفيلسوف، إذ إننا قد لاحظنا أنه حتى في الآراء التي قدمها لنا في مجال الطبيعة، كان معبراً عن أبعاد وزوايا ميتافيزيقية، وإن دلتنا على شيء، فإنما تدلنا على أن الميتافيزيقا تلقى ظلها على الأمور التي تتعلق بمجال الطبيعة. لسنا في حاجة إلى القول، بأن فلاسفة العرب قد أهتموا ابتداء من الكندي حتى ابن رشد، بالبحث في هذا المجال، مجال الميتافيزيقا، وقد أطلقوا على الميتافيزيقا عدة أسماء، من بينها العلم الإلهي، وما بعد الطبيعة، والفلسفة الأولى، وعلم الربوبية.