الدومينيكاني الأبيض
الدومينيكاني الأبيض بقلم غوستاف مايرينك ... يقف غوستاف مايرينك على حافة العالم المادي، وهو يتطلع نحو الهاوية السحيقة، ويمعن في الكوارث التي مرغت العقل البشري بالوحل والصخب. وهنا تصبح كل أفكار هذا الكائن – التي يظنها كبيرة وعملاقة ومتجاوزة – عرضة للسقوط والتحطم. ليست هناك – هنا في هذه الرواية الذكية – أي حدود فاصلة بين الفانتازيا والواقع، بين العبقرية والجنون، بين الموتى والأحياء؛ تختلط الأشياء والأحداث بهمجية وقسوة، ويبزغ من بينها – من بين صراعاتها الشريرة – شعاع حب نبيل، نقي، ومؤلم. ولكن هل يكفي هذا الخيط الرفيع من الضوء لإنجاح الحياة، ولاستمرار الإنسان؟ كريستوفر تاوبنشلاغ، بطل الرواية، يحكي قصة الإنسان الحالم والخيالي، في عالم يتكور على نفسه من الخوف والرعب والضياع. ولكنه يقصها متفائلاً بخيالات حبيبته أوفيليا، التي تحولت إلى روح طاغية على حياته بمجملها.
نبذة عن الكاتب
![غوستاف مايرينك]()
غوستاف مايرينك
ولد غوستاف مايرينك فى عام 1868 فى فيينا كابن غير شرعى لوزير الدولة عن فورتنبرغ البارون كارل فون فارنبولر وومثلة البلاط ماريا ماير. التحق بمدرسة فيلهيم فى ميونيخ ثم تابع دراستة الثانوية فى هامبورغ وانهاها فى براغ. فى عام 1898 أسس مع ابن أخته كريستيان مورعنشتيرن مصرفا فى براغ، وسرعان ما جعله حضوره غريب الأطوار وقوة شخصيته واهتمامه بسائر ميادين الغيبيات وهواياته غير المالوفة ـ كالمبارزة على سبيل المثال ـ محط إعجاب ومثار عداء فى أوساط البوهيمبين فى براغ. بين عامى 1901 و1909، أصبح زميلا فى مجلة "سيمبليسيموس" الساخرة، بعد صدور مجموعته القصصية الهجائية الناقدة للعصر بعنوان "البورجوازى" الألمانى الصغير فوندرهورن، أصدر فى عام 1915 روايته "الوجه الأخضر" الصادرة فى عام 1916 من أكثر الروايات غرابة فى الأدب الألمانى، وفى أعماله اللاحقة كون ماريرينك معرفته الإيزوتيرية، التى استقاها من مصادر أوروبية وأسيوية.وأقام اتصالات مع بنائين أحرار وطرق دينية شرقية، ومع روحانيين ومحضرى أرواح، وكان مطلعا خير اطلاع على ممارسات السحر الأسود، توفى مايرينك عام 1932 فى شتارنبرغ بجنوب ألمانيا.