الحيدة والإعتذار
الحيدة والإعتذار بقلم عبد العزيز بن يحيى الكناني ... سار السلف الصالح من الصحابة و التابعين و من اتبعوهم إلى اليوم ، على التمسك بكتاب الله و سنة رسوله ، و السكوت عما سكتا عنه مما يفتح بابا الشر و الفتنة ، فلم يقولوا إلا بما يعلمون ، ولم يتبعوا خطوات الشيطان و وساوسه ، لأن الله تعالى حذرهم منها . ولكن تأبى الفتنة إلا أن ترتفع بعنقها كالحية الرقطاء ، و يأبى أهل الضلال و الإلحاد إلا أن يقولوا على الله مالا يعلمون ، تاركين سنة نبيهم ، متبعين شيطانهم ، و من القضايا التي أثاروها قديماً حتى فتنوا بها العباد ، و عذب بسببها العلماء و العباد – قولهم : إن القران مخلوق ، و ليس لهم دليل إلا أهواؤهم ، و لا قائد إلا شيطانهم ، فهم بين متخبط في ظلمات الجهل و الضلال ، و قائل على الله زوراً أسوأ مقال . و ظهرت بعض الفرق حديثاً تدعو لهذا الضلال تارة باسم التحديث الفكري ، و تارة باسم التطوير العقلي ، و تارة باسم التمدن و الحداثة . و مسألة خلق القران من أقدم المسائل خلافاً بين أهل السنة و المعتزلة ، و قد وقعت فتنة القول بخلق القران في أواخر القرن الثاني الهجري ، و اشتعلت نارها في أول القرن الثالث . و هذا الكتاب الذي بين أيدينا جليل القدر ، عظيم النفع ، لما تضمنه من حكاية الخلاف و الفتنة التي نشأت في العصر العباسي حول خلق القران . فهو يروي لنا قصة المناظرة التي تمت بين عبد العزيز بن يحي بن مسلم الكتاني ممثلاً لأهل السنة و الجماعة ، و بين بشر المريسي أحد زعماء المعتزلة القائلين بخلق القران ، و في هذه المناظرة يعرض بشر فكر فرقته ، فينبري عبد العزيز الكناني ليدحض حججه ، و يكسر آراءه ، و يبين اختلاف منهجه و أقواله ، من خلال القران و السنة ، و من خلال المنطق ، و كذلك من خلال علم الكلام . فيسر "دار الفاروق للاستثمارات الثقافية " أن تقدم " الحيدة و الاعتذار في الرد على من قال بخلق القران " كاملاً لأول مرة على غير الطبعات الموجودة بسوق النشر .