الأعمال النثرية - الجزء الثالث ؛ تقاسم الأيام
الأعمال النثرية - الجزء الثالث ؛ تقاسم الأيام بقلم محمد بنيس ... تلكَ الليالي المُعتمة تختفي خلف الجبال والسّهول. وأن تكونَ شاعراً في المغرب، معناه أن تكون مُلغى. كلُّ شيء جاهزٌ لقتل الشاعر، من غيْر ندَم. أشباحُ العديد من شعراء المغرب تشيرُ عليّ بألا مفرّ. مسألة وقت. وأقصدُ بقتل الشاعر إبطالَ فاعليته في الحياة والموت معاً. عيون تترصدُ أضرحة العابرين. والضوءُ الذي تبصره، أو يسْبيك، يستحيلُ فحماً. لمَ كلّ هذا الصمت في زمن يُطرَدُ فيه الشعراءُ واحداً، واحداً، يُهجَّرون إلى النّسيان أو الموْت ؟ وبأيّ جسَد يمكن لشاعر مغربي، بالعربية، أن يقتحمَ الممنوع فالممنوع فالممنوع ؟ مجتمعٌ برمّته، وأزمنةٌ برمّتها. همهماتٌ بين أسوار فاس القديمة. دمٌ يمجّد الفقـدان.