Kerolos Hany

1) بيجانا   فجر يوم زيكولا :   أُغلِق باب زيكولا، وتوقفت الحركة تمامًا خارج المدينة، وأصبحت الطرق خاوية أمام سورها، ليس إلا من جواد أسود كان ينطلق كالسهم بعيدًا نحو الشرق، تمتطيه أسيل بفستان حريري أبيض دون أن توجهه، هو يعلم طريقه نحو بلدها بيجانا، لم يكن يشغل بالها سوى ما حدث خلال الساعات السابقة، وتغمض عينيّها إن جال بخاطرها مشهد ذبح خالد فتتمتم بكلمات تتمني بها نجاته، قبل أن تجذب لجام حصانها، وتقلل من سرعته حتى توقف، واستدارت به لتنظر إلى زيكولا نظرة أطالتها، كانت توقن أنها الأخيرة . *** كانت بيجانا تُعرَف بالمدينة الساهرة، و مُيّز سورها عن غيرها من المدن بأبراجه المنيرة