فلاديمير كورولنكو

فلاديمير كورولنكو

ڤلاديمير كورولينكو Vladimir Korolenko روائي وكاتب مقالات أوكراني. ولد في مدينة جِيتُومير Zhitomir، لأسرة قاضٍ اشتهر بالاستقامة والنزاهة، وعنه ورث الكاتب هذه الخصال النبيلة. انتسب كورولينكو الفتى بعد تخرجه من المدرسة إلى معهد التكنولوجيا في بطرسبورغ Petersburg عام 1871 وطُرد منه بعد ثلاثة أعوام لاشتراكه في الاضطرابات الطلابية، ونُفي إلى موسكو. وفي عام 1879 نُفي إلى الأورال Ural، ومن ثم إلى شمالي سيبيريا لرفضه أداء يمين الولاء للقيصر الجديد. أمضى الكاتب ثلاثة أعوام في منفاه، حيث شارك الفلاحين الحراثة والزراعة والحصاد، وشاطرهم همومهم ومشكلاتهم، وتزود بمادة ثرية لقصصه اللاحقة. بعد عودته من منفاه، استقر الكاتب في «نيجني نوڤغورُد» (1885 - 1896) Nizhni Novgorod، ومن ثم انتقل إلى بطرسبورغ (1896-1900)، وأخيراً استقر في مدينة بولتاڤا Poltava الأوكرانية، إلى أن وافته المنية. كانت مرحلة الإقامة في نيجني نوڤغورُد الفترة الذهبية في حياة كورولينكو الإبداعية، ففيها دخل الكاتب الأدب الروسي من بوابته العريضة، ووقف بجدارة إلى جانب عمالقة هذا الأدب مثل تولستوي[ر] وسلطيكوف شيدرين[ر] وتشيخوف[ر] وتورغينيف[ر]. كتب قصته الأولى عام 1879، ونُشرت بعنوان «مشاهد من حياة باحث»، وفيها تتجلى أفكاره وتطلعاته التي تجسدت في شخصية بطل القصة المتيَّم حباً بالشعب الروسي البسيط والذي نذر حياته من أجل حريته وسيادته. كتب كورولينكو في هذه المرحلة كثيراً من القصص القصيرة والطويلة، بما فيها «حلم ماكار» Makar’s Dream، «النهر يلعب» The River Plays، «ضجيج الغابة» Murmur of the Forest، «في مجتمع رديء» In Bad Society، كما كتب قصته المعروفة «الموسيقي الأعمى» The Blind Musician التي تُعدّ من الأعمال الخالدة في الأدب الروسي والعالمي، فلا غرابة أنها نشرت زهاء خمس عشرة مرة في حياة الكاتب وترجمت إلى مختلف لغات العالم الحية. حاول الكاتب في هذه الرواية أن يعطي الجواب الشافي عن السؤال الذي لا يزال يطرح حتى اليوم: أين تكمن السعادة؟ وهل بالإمكان القبول بالسعادة المجتزأة، ثم هل يمكن السكوت على الضيم والاضطهاد؟ تدور أحداث القصة حول صبي يولد أعمى، ويجد نفسه منذ نعومة أظفاره محاطاً بالحب والرعاية، لكنه ليس سعيداً، لا بل إنه في غاية البؤس، فلا الموسيقى، ولا الثروة، ولا حتى الحب، بقادرة على إنقاذه من براثن الظلمة، ولا الرغبة العارمة في التخلص من هذا الديجور. كتب كورولينكو في بداية القرن العشرين عدداً من القصص والمقالات، كما كتب سيرته الذاتية في مؤلفه الكبير «تاريخ أحد معاصريَّ» (1905 - 1921) History of My Contemporary، في أربعة مجلدات، لم ينهِ الأخير منها. ويمكن لهذا المؤلَّف أن يعدّ بحق رواية أدبية، مثله مثل ثلاثية تولستوي («الطفولة»، «الفتوة»، و«الشباب») وغوركي[ر] («الطفولة»، «بين الناس» و«جامعاتي»). ففيها يقترن بكل براعة أدب الذكريات بالأدب الروائي. وعلى الرغم من التنوع والتعقيد في أسلوب كورولينكو الإبداعي، فلاشك أن هذا الأسلوب يقوم في أساسه على مذهب الواقعية[ر] Realism، لا الواقعية النقدية القديمة، بل واقعية تورغينيف، أسلوباً ولغة وموضوعاً. وترتبط مؤلفاته بالأدب الديمقراطي الثوري، وخاصة بأشعار نيكراسوف[ر]، فالكاتب والشاعر يركزان على موضوع جوهري هو موضوع الشعب والمثقفين. وهناك كثير من نقاط الالتقاء بين كورولينكو وتشيخوف، من حيث الرغبة في تجديد المذهب الواقعي وإغنائه بما يتناسب والواقع الروسي. ترك كورولينكو تراثاً أدبياً ضخماً، زهاء مئتي مؤلف، تضمها عشرات المجلدات، التي رفعت صاحبها إلى مصاف الكتَّاب العظام.

لم يتم العثور على نتائج للبحث

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد.

لم يتم العثور على نتائج للبحث