عبدو انجلو
عبدو انجلو بقلم Khaled Al-Samti ... هنا تُحاصرك شخصية واحدة وتقترح تعددية فائقة الحضور والاختلاف. حين نقول شخصية واحدة فهي صوت الراوي الذي يتخفّىٰ في بطولات القصص الموزّعة على كلّ أرضية مُحرضة نحو المشاهدات النابهة لتدلّ مرّة على الزمن وجريرة العمر، ومرّة على مدن بعيدة وتطلّعات قصيّة لشاب في مقتبل التماس مع الآخر وتسجيل نظرة خاصة عن حضارة ذلك البعيد. في هذه المجموعة تتلمسنا ذاكرةٌ لصيقة بنا ونعرفها جيداً، وكتابة كبيرة لا تتوسّل الحنين ولا تنجو منه، وتختصر تساؤلاتها ولا تشفى بالإجابات الممكنة، ذلك أنّ تلك الشخصية الواحدة تُهندس الرؤى على اتجاهات وسنوات مختلفة.. إنّها كتابة متمرسة لم تتوقف لافتعال الحسرة، أو تترهل بشروحات زائدة لحالات الشخوص أو بتوصيف فائض عن الحاجة لحال المهزومين في طموحاتهم الكثيرة. تكتنز كلّ قصة فضحاً مشوقاً لتحوّلات كائنات تحضر بدقة ويوميات غزيرة الفتنة، من أحياء الرياض حتى شوارع منهاتن، من أقصى جنوب غرب المملكة إلى شرق الشرق شنغهاي، في بناء يعلو عبر فسيفساء من الحكايات العزيزة على قلب الكاتب والمُعَذِّبَة في آن وفق شكل المصير الذي يُقرره لبطل أيّ قصّة والانتهاء الحادّ والخاص بكل نص. أكاد أجدها مجموعة تسوق اللغة فرادتها على فضائها العام وتُحكم قبضتها داخل قصص مشتعلة بحركة الشخوص ومرارة المحبّة وسلطة الانكسار. إنّنا نقرأ خالد الصامطي بعد غياب عن الكتابة، ربما فاق عقدًا من الزمان، وهو على ذات النص الخاصّ باسمه، فكأنّما نقرأه لأوّل مرّة باندهاشٍ هو جدير بالاحتفاء وبتمام عافية القصّة القصيرة على يدَيْ الكاتب الغائب الحاضر جدّاً.