الأعمال الكاملة الجزء الرابع
الأعمال الكاملة الجزء الرابع بقلم J. G. Ballard ... مقتطفات من يوميات الطبيب الشرعي ريتشارد غريفيل، كبير المستشارين النفسيِّيْن في وزارة الداخلية 7 يونيو 1987. أسبوع مضطرب. لجنتا تحقيق وفشل لوحة بالمر المشكوك بأصالتها والتي تمتلكها أُمِّي، في الوصول إلى التصنيف المناسب ضمن المناقصات في سوذبي (اقترحتُ على جماعة سوذبي أن يعيدوا نسبها إلى كيتينغ، وهو ما أشعرهم بإساءة مضاعفة)؛ وجدالات مرهقة مع سارة حول الطلاق المؤجَّل بلا نهاية، واعتمادها المفرط على العلاج بالصدمات الكهربائية. هي مؤيِّدة بقوَّة للثاني، وأنا مؤيِّد بقوَّة للأوَّل ... أظنّ أنّ مرضاها يعانون بسببي. بيد أنّ الأهمّ من ذلك كلّه، زيارتي للفتى. وهي زيارة محيِّرة ومؤلمة، لكنها في الوقت نفسه ملهمة بصورة غريبة. عندما دعاني الحاكم هنسن إلى دافينتري، أشار إليه، مثلما يفعل الجميع في وازرة الداخلية، باسم الفتى، لكنني أشعر أنه بات يستحقُّ أن يُكتب اسمه بالأحرف العريضة. سنوات من النقل من سجن إلى آخر، من رامبتن إلى برودمور، وصولاً إلى وزارة الداخلية في دافينتري، أخفقت خلالها المعاملة السيِّئة والأسر في العزل، في إخضاعه. كان واقفاً في حجرة الاستحمام في الجناح التأديبي، مرتدياً بِزَّة تقيِّد حركته بالكامل، ومن الجليّ أنه جُنَّ جنونه بسبب الضوء القوي المنعكس من البلاط الأبيض، والذي تلطَّخ بآثار الدماء من جرح في جبينه. كان قد تعرَّض للكثير من الخشونة، وأجفل منِّي حين اقتربت منه، لكنني شعرتُ أنه يريد التعرُّض لاعتداء جسدي كوسيلة للتحفيز الذاتي. وجدتُ أنه أكثر ضآلة بكثير ممَّا توقَّعتُ، ويبدو في السابعة عَشْرَة أو الثامنة عَشْرَة فحسب (وإن كان الآن في التاسعة والعشرين)، لكنه لا يزال قوياً وخطراً؛ كان الرئيس ريغان وجلالة الملكة محظوظَيْن على الأرجح في النجاة منه.