رسائل الغريبة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

رسائل الغريبة بقلم هدى بركات ... تستشهد هدى بركات: "يُكرر الطير غناءً منفردًا خاصًا ومميزًا ليتعرف على جماعته في فضاء الغابة". في "رسائل الغريبة" سنجد ذلك الغناء الفريد، بعيدًا عن النوستالجيا، وبعيدًا عن المبالغة والتصورات الذهنية المُعقدة وفجاجة السياسة، وبحذف كل ما يثقل كاهل اللغة، بحثًا عن الجمال والقربى، تكتب رسائل غربتها، كي تنصت إلى روحها. وتستكشف ملامحها من خلال علاقتها بالأشياء: البريد، المناخ، محطات المترو، الإجازة، صباح الخير، أبنائها، وعبر وطأة التذكر وخفة النسيان. من المقدمة: "تبدو الكتابة، في أغلب الأحيان، محاولة لاستحضار الغائب ولملء النقصان. كأنها بحث عن غرض ما أو رغبة، ضاعا في طفولة بعيدة، وتمرين عبثي لاحتساب خسارة مبهمة. وقد تدور النصوص، بل والكتب، دوران الأحلام الليلية حول هذا النقصان دورانها حول البيت الأول، من بعيد، من بعيد جدًّا، كمركبة فضائية فقدت اتصالها بقاعدتها وراحت تحفر وحشتها في تكرار مدارها إلى ما لا نهاية... منذ سنين –لا أحب تعدادها– غادرت لبنان، وحتى الآن لم أصل إلى حيث حطت بي الطائرة. لم أستفد من تراكم الوقت. لا رحلت نهائيًّا ولا استقررت بالفعل في البلاد الثانية. ثم وجدت أني أكتب كما لو أني ما زلت "هناك". أفتح نافذتي صباحًا فأفاجأ أني في المكان الآخر دون رغبة حقيقية في العودة. أو في البقاء حيث أنا. ساعدتني الكتابة –على الأرجح– في الاعتياد على الغربة في المكانين، وقلت إن لذلك حسنات كثيرة تشبه الحرية الناتجة عن الانعتاق من روابط الأمكنة. لكن هل يكون الشعور بالحرية مشوبًا هكذا دومًا بالألم! لا يقول الأدب هذا، ولا غير الأدب... من دون إجابات تستمر الكتابة، كأن من مكانها.. من لغتها الخاصة.. لا منفى، ولا هجرة، ولا صياح الديك الحنيني. ساعدني تعليم كتاب "رسائل الغريبة" في معاهد جامعية أجنبية –إيطالية في البداية– في القبول بتعريف الغربة الذي اعتمد بالحرف اللاتيني/ ليلائم تلك الكتابة... حيث لا حنين إلى الوطن، ولا معاناة من نفي قسري عن جباله أو شطآنه أو تراب أرض الأجداد ومراتع الطفولة... فقط هاجس رهابي، أو يكاد، بضياع أغراض اكتشفتُ فجأة كم هي عزيزة علي، وسؤال ينخر كالسوسة عما حل بها. ككرسي ابنتي البرتقالي البلاستيكي الصغير الذي يقفز من الصورة التي بهتت ألوانها... أو هي ترتج من دموعي. أين الكرسي البرتقالي الصغير الآن؟ ماذا حل بالكرسي البرتقالي البلاستيكي الصغير؟ "رسائل الغريبة" تمرين غير مفيد عن تشابه الغرباء في ضيق العالم، وفي وهم رحابته أيضًا." ما يميز "رسائل الغريبة" هو نفسه ما يميز فنها الروائي: نبرة السرد الهادئة المتأملة، التقاط العابر والإنساني، الإيجاز، وذلك التمهل الرحيم في الفهم والتعبير، الصمت بين الفقرات. سواء وهي تكتب عن شحاذة في المترو، متعصب في المطعم، أوعن رعونة شبابها وتمردها، فإنها دائمًا ما تلمس العصب العاري، تلمس إنسانيتنا. "نكون ما نكون أينما وجدنا وأقمنا في هذا العالم الصغير". لوحات تعبيرية صغيرة عن يوم في خريف باريس، ألبومات الصور، مقهى "الروضة" في لبنان، الأوراق والطعوم، بهجة الثرثرة في الفراغ العام للمدن الصامتة المنهمكة في العمل، عن أشياء ليست ذات فائدة في التاريخ العام؛ بحثًا عن بلادنا الأصلية التي تكتشف أنها تكون حيث ينام الإنسان نوم الأطفال الأبرياء.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

هدى بركات هدى بركات

ولدت هدى في بيروت عام 1952، درست الأدب الفرنسي، وأصدرت أولي أعمالها الروائية( زائرات) في عام 1985 بعد أربع سنوات قررت أن تترك بيروت إلي باريس حيث تعيش هناك إلي الآن. وتعمل في إذاعة الشرق. وفي الفترة الباريسية صدر لها أربع روايات: (حجر الضحك) ، (أهل الهوي)، (حارث المياه)،( سيدي وحبيبي).

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد