دليل الجيب إلى إسبانيا

دليل الجيب إلى إسبانيا بقلم مجموعة مؤلفين ... تحتل إسبانيا حصة الأسد في شبه الجزيرة الايبيرية، إذ تمتد أراضيها من الحدود الفرنسية التي تعبر جبال البيرينية الوعرة لتتجه غرباً على طول خليج بيسكاي على شواطئ المحيط الأطلسي، بينما تطل شواطئها الجنوبية المشمسة على البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر إسبانيا ثالث أكبر دولة في أوربا بعد فرنسا وروسيا. ونظراً لما تزخر به البلاد من تنوع عرقي وثقافي فإنها تثير إعجاب السائح المغامر والزائر الساعي للاستفادة من أشعة شمسها على السواء. بالإضافة إلى ما تشتهر به البلاد من شواطئ خلابة، فإن مدنها الساحرة، وقصورها الفخمة وقلاعها الحصينة تشهد على تاريخ حافل بالفاتحين العرب والمغامرين الإسبان الذين غزوا العالم الجديد والملوك والأباطرة الطموحين. ولكن وبالرغم من الهزائم العديدة، احتفظت البلاد بمشاهدها الخلابة ومواطن الجمال التي تخفيها بما في ذلك قرى الصيد الصغيرة الملتصقة بالسفوح التي تكحلها الأمواج، تضمها تلال غاليسيا والأندلس، ببيوتهما البيضاء الممتدة بين بساتين الزيتون. وبالرغم من أن إسبانيا تشكل جزءاً من القارة الأوروبية إلا أن تاريخها تطور بصورة مستقلة عن مجرى الأحداث في باقي أوربا. أدخل العرب نكهة جديدة ومميزة على الثقافة والتقاليد الإسبانية لا تزال ظاهرة حتى يومنا هذا. ومدريد العاصمة هي قلب البلاد. يضم شمال وغرب مدريد أربعة مدن قشتالية قديمة تقع في أعالي إسبانيا في السهل المركزي (Le Meseta) وتذكر بعصر إسبانيا الذهبي في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهي مدينة سلمنقة (Salamenca) الساحرة، وليون وبورغوس في الشمال وبلد الوليد (Valladolid). وتعتبر منطقة لاريوخا (La Rioja) الواقعة شرقاً، جزءاً جذاباً عن إسبانيا، بينما يشتهر جنوب مدريد بمدينة دون كيشوت المنشة (Mancha) بطواحينها المثيرة ومساحاتها الشاسعة التي تلمع في ساعات الظهيرة الحارة. ويعد أواخر الربيع وأوائل الخريف أفضل أوقات السنة لزيارة المنطقة الوسطى، نظراً لما يعرف عن طقس إسبانيا التي تسودها تسعة أشهر من الشتاء وثلاثة أشهر من الحرارة الشديدة. وأما غرب إسبانيا فإن من أهم مناطقه: الأندلس، موطن الفلامنكو ومصارعة الثيران، ووجه إسبانيا على الملصقات المألوفة في المكاتب السياحية. هنا تشكّل غرناطة وقرطبة معقلي العرب فيما مضى، زاويتين في مثلث من الطرق السياحية الداخلية مع العاصمة الأندلسية البهيجة إشبيلية. وأما صفوة الشواطئ الإسبانية فهي تبدأ تحت الحدود المتوسطية مع فرنسا، إذ تقع خلجان كوستا برافا وجروفها الصخرية في الطرف الشرقي للبيرينية، بينما تطالعك جنوب برشلونة شواطئ الزهر ودورادا (الذهبي) وبلانكا (الأبيض) وكاليدا (الدافئ) وألمرية (وهو اسم البلدة الأساسية) التي يحتضنها البحر الأبيض المتوسط على طول الشاطئ الممتد حتى الجنوب عند كوستا ديل سول، على هذه الشطآن يتمدد الأمراء والسياح العاديون جنباً إلى جنب تحت الشمس، بينما تعبث الرياح بأمتعة رواد شاطئ كوستا دي لالوز (Costa de la luz) على الشاطئ الأطلسي العاصف. وفيما تزدهر شواطئ الأطلسي وشمال المتوسط في فصل الصيف بشكل خاص، فإن شاطئ كوستا ديل سول لا ينام أبداً، بل يؤمه السياح على مدار السنة. هذا ولا تزال جزر الباليار الواقعة مقابل الشاطئ المتوسطي الشرقي لإسبانيا تحتوي على بعض البقع المثيرة بالشبه إلى السائح المستقل. وفيما تنبغي جزيرة ايبيزا بالورك، بحفلات الديسكو طيلة فصل الصيف، وتعتبر جزيرة فورمنتورا بمنتجعات السباحة التي تضمها، مكاناً مثالياً للراحة والاستجمام. أما الزوار الوافدون في النصف الشمالي هرباً من برد الشتاء وطلباً للشمس والسباحة فما عليهم سوى التوجه إلى جزر الكناري. وهذه الجزر السبع القابعة أمام الساحل الإفريقي مختلفة الأشكال، من جزيرة تينيريف الكثيرة المرتفعات إلى جزيرة فوير تيفينتورا المسطحة تماماً. إن التنوع والجمال الذي تزخر به إسبانيا يجعل منها مكاناً يثير اهتمام الجميع. وإذا كنت قاصداً إسبانيا فإنك ستستمتع بإقامتك. فكل من المناطق شبه المستقلة يتميز بمتع ثقافية ومناظر ساحرة، يجدر بك الاستمتاع بها والاستفادة منها من دون تردد. ومما يساعدك على أن تكون رحلتك السياحية مثمرة المتع الثقافية والسياحية والجمالية والتسويقية، هذا الدليل يضع بين يديك المعلومات الضرورية لسياحة شاملة في مدى أيام قصيرة دون وجود هذا الدليل الذي يزدحم بالمعلومات والصور والخرائط المهمة التي تفيدك خلال تجوالك في ربوع إسبانيا يهدف السياحة أو العمل إذ أنه يحتوي على كل ما يهمك بشأن الأماكن السياحية والمواقع الأثرية والتاريخية مع عرض شامل لنقاط التسويق التجاري والسياحي وأمكن التسلية واللهو بالإضافة إلى قائمة واسعة للمطاعم والفنادق في جميع المدن وبمختلف المستويات.