ترياق المستفتين

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

ترياق المستفتين بقلم الحسن البخاري ... بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم الحمدُ لله الَّذي أشرقَ قُلوبَ أصفيائه بنُور مُحمَّدِ بن عبد الله، وأحْرقَ أفئدةَ أوليائه بنار الشَّوْق إلى لُقياه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أفْصحِ مَن نطقَ بالضَّاد، نَذيرًا بيومِ المِيعاد، وعلى آله السَّادة الأفْراد، وأصْحابه أولي الهُدى والرَّشاد، ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يومِ تَنقطِعُ فيه التَّعلُّقاتُ إلَّا بقدَمِ الشَّفيعِ المُشفّعِ في المَحشَرِ صلى الله عليه وسلم. وبعد؛ فهذه رِسالةٌ لطيفةُ الوضْع، عظيمةُ النَّفع، ميسورةُ العِبارة، واضحةُ الإشارة، حملَني عليها تشتُّتُ كثيرٍ من الأحباب، أولي الأحلامِ والألْباب، لمَّا تعدَّدت السُّبل، وكثرت الطَّرائق والسِّكك، وعلتْ أصواتُ التعصُّب المذموم، وقلَّت مُراعاةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في أُمَّته وأهل مِلَّته، فظهرَ شيطانُ التَّبديع والتَّفسيق بقَرْنَيه، وقعد ومدَّ رجلَيه، وصار النَّاسُ في حَيْصَ بَيْصَ، يسألون: أين الطَّريق؟ ومَن العدوُّ مِنَ الصَّديق؟ كيفَ نَستَفْتِي؟ ومن نستفتي؟ بل ولمَ نستفتي؟ وماذا إن اختلفوا؟ وماذا إن أخطأوا؟ وغير ذلك من الوساوس التي ينفثها الشيطان في روع غير قليلٍ من المسلمين، ليراودهم عن اطمئنانهم، وينحرف بهم عن جادّة اليقين إلى ضحضاحٍ من الشكّ والريبة. فلمَّا كثرتِ السُّؤالاتُ على الفقير؛ ألَّفتُ هذا التَّأليفَ على ما أُعانيه مِن قَريحةٍ جامدة، وفِطْنة خامدة، ترياقًا للمُستَفتين، ونبراسًا للمسترشدين، ورضيتُ لنفسي فيه إن لم أكنْ مِن القوم؛ أن أكون حاملًا لنِعالهم، فأُقرِّبَ كلامَهم للنَّاس، شفاءً للباس، واخترتُ أن أتغيَّا التَّيسير، وأقنعَ باليسير، وأن أسوِّد الصَّفحات، بسَهْل العِبارات؛ ليكونَ مفهومًا للعاميِّ، مقبولًا للمُتخصِّص، ولو شئتُ؛ لكتبتُه بلُغةٍ جَزلةٍ، وعِبارة فَخمة، تُقِرُّ حَشا الحبيب، وتفقأُ عينَ الحَسودِ المُستَريب، بَيْدَ أنِّي جاهدتُ نفْسي أن أُخلِّصَ فيه نيَّتي، لِمَالِكِ مَنيَّتي، لعلَّه يُعتِقُ بها رقبةَ عبدِه فأسعدَ بذلك في الدَّارين، فاخترتُ الألْيقَ بالمَقام، والأقربَ للإفهام، وهل البلاغةُ على كلِّ حال، إلَّا مُراعاةُ الحال؟ وقد ألَّفتُها ليلةَ السَّابعِ والعِشْرين مِن رمضانَ عامَ 1442 في مجلسٍ واحد، ثم عُدتُ إليها بعد ذلك في مجلسٍ آخرَ؛ لأُنقِّحَها وأُصحِّحَها، ثُمَّ نظرتُ فيها مرَّة أخيرةً قبل الطِّباعة، فما وجدتَ مِن صوابٍ فهو ممَّا تغمَّدتْني به عِنايةُ الله، وإنْ وجدتَ مِن زَلل أو خطأ فهو مِن آثارِ عِصياني لله، غير أنَّ الشَّيءَ إذا زادَ خيرُه عن شرِّه كان الأوْفق أن تُهدَى سيئاتُه لحسناتِه، وأيُّ حُسامٍ لم تُصِبْه كَلالة، وأيُّ جوادٍ لم تخُنْه الحوافر؟ وعلى اللهِ قصدُ السَّبيل ولو شاء لهداكُم أجمعين. الحسن البخاري

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

الحسن البخاري الحسن البخاري

كاتب ومؤلف

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد