بسام فرج سيرة الاحتجاج

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

بسام فرج سيرة الاحتجاج بقلم موسى الخميسي ... خَلُّاق لغةِ الخطوطِ وانحناءاتِ البوح.. حين كان بسّام فرج قريبا،ً على مبعدة خطوات منيّ، كانت الهواجس الأمنية، وأنا في حالة مطاردة ، في ستينيات القرن الماضي، تمنعني من التحول إليه في مقهى المُعقدّين، وهو يستغرق في مناقشات ذلك الزمن التي كانت تطغى عليها وجوديةّ سارتر وكولن ولسن وتمرّدات هيبيي حي سوهو، لكنّ انشغالات روّاد المقهى كانت محاولات مهمومة بالبحث عن بدائل قيمية، لتجاوزسقوط الأمل والمرتجى الذي ارتبط بالأحلام الكبيرة التي ظلت تستنهض الملايين عبر عقود، وتمدّ المبدعين العراقيين بالأفكار برهافة خلّاقة، وتستحثهّم للتعبير عن ذلك الأمل والتشوّف، قصائدَ ورسوماتٍ وقصص ا ورواياتٍ ، ونماذج تشكل مصادرَ للنهوض والتوثبّ والعبور إلى المستقبل الحُلم “جنةّ لله على الأرض”. كان انكسار الحلم في ٨ شباط ١٩٦٣ همّ ا مؤرِّقا،ً واستباحة للكرامة الإنسانية، وتسقيط ا للإرادة . كان المثقفون على اختلاف ميادين إبداعهم هدف ا ووسيلة لإشاعة الخراب والتشوّه في المجتمع وانتزاع ذاكرة الأمل من وجدانه. وتلك كانت اللحظة الفارقة التي طبَعت تاريخ العراق، وفكّكت مكامن قوّته ومصادرها، واستدرجته حتى الآن، وإلى أن تكتمل دورة الخراب والانحطاط وتحين لحظة الانبعاث من جديد .. تكوّرت أقدارنا وتنمّلت منابع قوّتنا وعنفواننا وتكررت كبواتنا، وفي مسارات واحدة منها ، أوائل سبعينيات القرن الماضي، كان بسّام فرج يبحث عن ذاته ، في محاولٍات متفوقة لاختراق عيون الأطفال وملامسة شغاف قلوبهم للتسللّ إلى ذاكرتهم وهي في طور التكوين، ولم تكن المحاولات وهي تجد تعبيرها في رسوم تغطيّ مساحة من القصص والحكايات للأطفال، بلا حساسياّتٍ تنفذ إليها عيون عسس نظام البعث. لكنّ الفنان كَبرُ على محاورة الأطفال، ومن دون أن يهجرها، انتقل إلى حوار الكبار، فكانت فرصته ليكتشف مساحة مضيئة لامعة له في عالم الكاركتير، وهو عالمٌ “ خَدّاعٌ “ يوهم كما لونه “سَهلٌ غير ممتنعٍ “ على كلّ مَن يريد، طفلا كان أم كبير ا تمتنع عليه طاقة الرسم .. إنها في نهاية المطاف مجرّد خطوطٍ ورسوم وتقاطيع لا تخضع لمعايير الرسم الأكاديميةّ وفنونها .. ولأنها لغة الخطوط وانحناءات البوح التي تتسلل بذكاء وتستعصي على رصد الرقابة وعيون الرقابة، تشكّلت لغة بسّام فرج بكلّ قوّتها ودلالاتها وطاقة الإبداع والخلق المبتكر فيها من قيمه الفكرية والإنسانية وانتمائه اليها. ورغم وجوده الجسدي على بعد آلاف الكيلومترات عن وطنه، يلتقط كلّ يوم أبرز ما في المشهد العراقي ويطوّعه لريشته لتتخّذ لها أعمق معنىً ودلالة، وأوضح تجلٍّ عن اللوعة العراقية ومكنوناتها ومرتجاها في الآمال المبدّدة

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

موسى الخميسي موسى الخميسي

مواليد بغداد 1947. صحافي وكاتب وفنان مقيم في إيطاليا متخصص في النقد التشكيلي والفني. له أعمال منشورة منها: كتاب “الموجة الثالثة في السينما الواقعية الإيطالية”، وكتاب “تشكيليون عراقيون على خرائط المنفى”.‏
يحمل الجنسيتين العراقية والايطالية وثقافته هي مزيج من ثقافة البلدين.
حصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة بغداد ،ثم البكالوريوس في تاريخ الفن من أكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا، ثم الدبلوم في الإعلام الصحفي من معهد الإعلام في جامعة اوربينو، ثم الماجستير بتاريخ الفن المعاصر من الاكاديمية العربية بالدانمارك .
عمل ويعمل مراسلا للعديد من الصحف والمجلات العربية والعراقية، كاتب ومعد ومسؤول الإعلام في فضائية راديو وتلفزيون العرب التي تبث من روما. عمل كأستاذ لمادة تاريخ الفنون الشرقية في معهد الفنون الجميلة في فلورنسا وفي معهد دانتي للفنون، درّس مادة الحفر على الزنك. نشر في العديد من الصحف والمجلات العربية مجموعة من المقالات والدراسات التي تناولت الفنون التشكيلية والظواهر الاجتماعية والثقافية في ايطاليا. اصدر العديد من الكتب التي تعنى بالشأن الثقافي والتشكيلي العراقي، الايطالي والأوربي.
حصيلته من معارض الفن التشكيلي: عشرة معارض شخصية في مدينة بغداد، فلونسا، روما، افيتسانو، ترساكو. فيينا، بودابست ، دمشق . شارك بعشرات أخرى من المعارض الجماعية في العراق والعديد من المدن الإيطالية والعواصم الغربية.

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد