الكتابة الثانية وفاتحة المتعة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

الكتابة الثانية وفاتحة المتعة بقلم منذر عياشي ... إذا أخذنا الثنائية التي تم اقتراحها، فسنجد أن الإنسان يبدو فيها «قارئاً-كاتباً» أو «كاتباً-قارئاً»، على أنه يبدو في ثنائية سوسير «متكلماً». والفرق بين الثنائيتين هو فرق في الفلسفة القائمة خلفهما . فسوسير يستند في العمق إلى متصوّر لاهوتي عن المتكلم، يستوي فيه الخالق والمخلوق على الصعيد النظري. فالمتكلم عنده، أي بحسب الناتج المنطقي لثنائيته، يجب أن يكون كائناً أعلى، وفرداً، ومتوحّداً ذاتاً مع نظامه وأدائه في الوقت نفسه . وهو يصنع دالّه ويملأ مدلوله. وهو يتعاقب في الزمان حضوراً من غير انقطاع، فلا يغيب فيه عمّا يقول، ولا يقول فيفصله الزمان عمّا يقول . ولذا كان كلامه تاماً في حضوره، وحضوره تاماً في كلامه. أما إذا عدنا إلى ثنائية «القراءة-الكتابة» و«الكتابة-القراءة»، فسنجد أنها تستند إلى متصوّر آخر، لا يمارس فيه الكائن الكلام، أي الفعل الأول والأصل، ولكن القراءة . ولذا، فهو يستنسخ، أي يمارس فعلاً ثانياً هو الكتابة. وإنه إذ يفعل ذلك، يضاعف نقصه كلاماً، وحضوره غياباً. وعليه، فإننا نفهم لماذا تكون الكتابة على الدوام كتابة ثانية، سواء مثّل هذه الكتابة نص العمل الأدبي نفسه، أم مثّلها نص كتب على نص العمل الأدبي، أم مثّلتها لسانيات النص الدارسة لنص العمل الأدبي. ولقد رأينا في فاتحة المتعة أن نفك وثاق هذه الثنائية «القراءة-الكتابة»، لنقف على «القراءة» بوصفها فعّالية تنتج المكتوب، وعلى «الكتابة» بوصفها فعّالية تنتج «القراءة» وتتجاوز بها نفسها، وما كان ذلك إلّا لأن ثمّة حاجة لسبر معرفي تدعو إليه ضرورات الإبداع من حيث هو كينونة لغوية لا تتوقف عن أن تصير، ومن حيث هي وجود كتابي لا يكف عن الولادة في كتابات أخرى كثيرة لا تتناهى.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

منذر عياشي منذر عياشي

أديب وناقد ومفكّر عربي، ومترجِم.

ولد في حلب، سوريا، بتاريخ 24/ 6/ 1945م.

تلقى تعليمه في مدرسة (الملك فيصل) الابتدائية، ثم (المأمون) في حلب.

حصل على شهادة الثانوية العامة، دراسة حرة، عام 1966م.

حصل على الليسانس ثم الماجستير ثم الدكتوراه في الدراسات الأسلوبية، من جامعة آكس أون بروفانس، بـفرنسا، عام 1979م.

حصل على الدكتوراه في اللسانيات من دار العلوم بجامعة القاهرة، بـمصر، عام 1983م.

بدايات الحس الأدبي: كانت له محاولات في كتابة الشعر، فنشر قصيدة في الستينات في (مجلة الأديب) اللبنانية.

عمل مدرسًا في كلية الآداب، بـجامعة حلب، سوريا.

شغل منصب أستاذ مادة الأسلوب في جامعة الملك عبد العزيز، بـجدة، المملكة العربية السعودية.

يعمل أستاذًا في جامعة البحرين، بـمملكة البحرين، منذ عام 1996م. أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

شغل منصب نائب رئيس تحرير (مجلة ثقافات) جامعة البحرين، منذ أن أصدرت حتى 2007م.

عضو هيئة تحرير (مجلة العلوم اللسانية) جامعة البحرين -وهي مجلة محكّمة- من تأسيسها حتى 2009م.

عضو هيئة تحرير (مجلة لموقف الأدبي) عام 1995م.

أسّس دارًا للنشر في حلب باسم (مركز الإنماء الحضاري) عام 1992م، لتعزيز ثقافة أخرى مغايرة، تعتمد على المكوّنات الحضارية للأمة، أملًا في إثراء الأدب والفكر وفهم الواقع، وهذا ما تجسّد من خلال المطبوعات التي صدرت عن هذا المركز، وبخاصة ما نشر تحت عدد من سلاسل الكتب مثل (سلسلة قضايا العصر وصراع الحضارات، وسلسلة إبداعات جديدة)، هذا بالإضافة إلى نشر الاتجاهات الجديدة في النقد الأدبي، كما نهض المركز بمشروع الترجمة فنشر الأعمال الكاملة لـرولان بارت، وغيرها.

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد