طرف من خبر الأيام
طرف من خبر الأيام بقلم جمال زكي مقار ... "كان الميني باص يمضي بسرعة فائقة حين صرخت قردة عجوز ضخمة الجثة تجلس في المقعد الخلفي: خفض السرعة قليلا من فضلك، معي بيض سلاحف كثير يجب أن أوصله سليما إلى السوق. لكن الشمبانزي الجالس إلى مقود السيارة لم يعرها انتباها، فعالدت تصرخ: حرام عليك، أنت لا تعلم كيف وكم أضنيت نفسي في جمع هذا البيض لأبيعه في السوق ومن ثمنه أسد رمق أحفادي اليتامي المساكين. ضحك القرد بصوت أجش، ثم داس على مكابح السيارة وخفض السرعة، اهتز جسد القردة العجوز وصاحت: أوه، كدت تكسر بعض البيضات. عاد قرد الشمبانزي للضحك في استهتار، وقال: أيتها الجدة الظريفة، كان يجب أن تستأجري سيارة خاصة لبيضاتك الثمينة. عندها صاح ذكر غوريلا يجلس خلف السائق بصوت أجش ولهجة عنيفة: قف عند الجامعة أيها المسخ المشوه. مط السائق رقبته ونظر في مرآة الطريق، رأى ذكر غوريلا عملاقا يجلس مثطبا حاجبيه، فانكمش في مقعده وغاصت رقبته بين كتفيه، مال بسيارته وركنها لينزل ذكر الغوريلا الذي كان يحمل كتابا ضخم الحجم، ويغطي زند يده الأخرى معطف أبيض، فقال قرد الشمبانزي لإنسان الغاب الذي يجلس على مقعد بجانبه: لا أحب هذه الغوريلات المخيفة أبدا وآنف من رائحتها، أف ألا يغتسلن أبدا؟ قال إنسان الغاب وهو يهرش بعنف: أنت تعرف أننا معشر القردة لا نحب الماء.