حنين الحب
حنين الحب بقلم أسامة كامل أبو شقرا ... "خاطبني قلمي يوماً، قائلاً: يا سيدي، لقد مضى على ريشتي سنواتٌ عديدةٌ وهي تخطُّ أرقاماً يابسة جامدة لا حياة فيها، ألا يحق لها، بعد هذه المدة، أن ترسم حروفاً تبنى كلماتٍ ذوات معانٍ وصور؟فأجبته: بلى ياصديقي ورفيقي، على دروب هذه الحياة الدنيا، لقد آن الأوان. فبلِّغ ريشتك بأنها ستتحول إلى رسم الكثير من كلمات يكون فيها غذاء الروح، ولكن من دون التخلي عن العشرة والمائة والألف، اللاتي وفرت لنا، أنا وعائلتي، وعلى مدى عقودٍ طويلة، طعاماً يغذي أجسادنا وشراباً ينعشُها ومنازل نأوي إليها وننعم بالسكينة فيها. ووفاء لهذا الوعد، وضعت الكتب وسطرتُ المقالات في موضوعاتٍ وقطع أدبية متنوعة. وها أنا اليوم أقدم لقرّائي الأعزاء كتابي هذا وفيه مجموعة من القصص والحكايات، منها ما هو رمزي جالت وقائعها في أرجاء مخيلتي إثر أحداثٍ معينة حصلت في حينها، ومنها ما استقيته من واقع الحياة أو من أفعالٍ رسمَتْها ونفْذَتْها مشيئة القدر".بهذه العبارات يطلُّ الكاتب أسامة كامل أبو شقرا على القارئ العربي ليقدم كتابه «حنين الحُبِّ»، نقرأ فيه تجربة إبداعية بالغة العمق والثراء، أنجزتها لغة عذبة واسترسال سردي آسر، هو من أعمق ما كُتب عن الزمن الجميل في السرد العربي المعاصر. وبين حكاية وأخرى ثمة حيز رحيب لتمثلات الكاتب لذاكرة الماضي ومشهد الحاضر، وأسئلته التي تجعل من الأدب مواجهة مستمرة مع الواقع.في القصة المعنونة «حنين الحُبِّ» يكتب أبو شقرا "عن قصة واقعية عرف أشخاصها بنفسه كما يصرح بذلك. وتدور وقائعها في مونتريال يتحدث خلالها عن عاطفة الأبوة، حين جمع القدر، بنظرة واحدة، رجلاً بابنة حبيبته الأولى بعد عقود من الزمن منعه من رؤيتها زواجها بغيره حيث التقاها صدفة في إحدى الحدائق العامة في مونتريال على مقعد قريب منه، فاستعاد ذكرياتٍ مضى عليها عقودٌ من الزمن، وخوفاً منه على شعورها قرر ألاّ يبوح لها بذلك الحب القديم الذي ربطه يوماً بوالدتها... أما الفتاة فازددات شعوراً بذلك الحنان الذي غاب عنها منذ وفاة والدها، "وقالت: الآن فهمت يا أبتِ لماذا لم يعترني أيِّ إحساسٍ بأنني أقترب من رجلٍ غريب...".عناوين القصص: "مختار القرية"، "الأسد والكلب والحمار"، "المعزى والثلاثة العوران"، "الغراب الملك"، "وصية والد"، "قتله بخله"، "الغراب القائد"، "الشيخ أبو علي بشير"، "جون وماري"، (...) وعناوين أخرى.
